عليه، ويقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفى فأين نذهب فيناديهم ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة] (14).
أقول: وفي معنى هذه الأحاديث موارد كثيرة حيث تثبت صلاة الله وملائكته لبعض الأعمال والأشخاص ولا يمكن حملها على معنى الآية تكون حينئذ معارضة للكتاب المقتضي لطرحها فإن التأكيد في آية الصلوات اختصاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله بصلاة دون غيره وتعظيم ينفردون فيه.
وأكيدا أن المقصود منها هو استحقاق ما يستوجبه العمل أو الشخص بصفة خاصة من الرحمة والعناية الربانية والصلاة النورانية وغيرها التي مرت في البحث الأول، وليس المقصود حقيقة الصلاة التي ذكرناها في الصلاة الفعلية والصلاة الملائكية، واستمرار الفيض والعصمة وغير ذلك، فإنه يختص بهم عليهم الصلاة والسلام، فلا يمكن مشاركتهم بجميع أفرادها وخواصها وآثارها.
أو قل: من المحال أن يشاركوهم فيما ذكر في هذا الكتاب وما لم يذكر للصلاة المحمدية ببداهة القول.
وأما على ما وضحنا فيصح أن يشاركوا هؤلاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله في أصل الصلاة من حيث المشاكلة اللفظية، وفرد من أفرادها على ما يستوجبه إيمانهم في زيادته، وقابليتهم في إفاضة الخير الخاص (كالعلم مثلا).
وحسب استعدادهم في تلقي المعرفة، وإخلاصهم في مرحلة التخلق بأخلاق الله (كالتواضع مثلا).
أو لاستيجاب النفوس المؤمنة للبركة والقوة على طاعة الله تعالى (كصلاة الملائكة على المتسحرين). أو لتهيأ أرض القلب للصلاة النورانية كالقارئ للقرآن، وسورة التوحيد هي ثلثه في محتواها، أو حسب النية الصادقة في مقام المراتب العالية والدرجات الكاملة (للمصلي على محمد وآله).