ويقال أيضا في سبب ذلك: أن الله تعالى شاء أن يحفظ القرآن عن تحريفه وصد يد الخيانة عنه بأسباب منها سبك القرآن وأن تكون الآية في هذا الموضع المعين فقد اقتضت الحكمة في المحافظة على تحريف القرآن والآيات بعدة أسباب منها غيبية ومنها أسباب طبيعية كالسبك الخاص للقرآن وتركيب آياته بنحو يفهم أهل الذكر منه معنى معينا من خلاله يبين أفراده ومصاديقه يصعب فهم ذلك لغيرهم وحينئذ لا عبرة بالسياق لعدم ارتباط ذلك به، وأطلق بعضهم التفسير بالجري أو التأويل على هذا النوع، وكجمعه بهذا القالب المعين كموضع آية التطهير، وآيات إطعام الطعام، وآية إكمال الدين وغيرها.
وفي هذا الصدد يقول المفسر الكبير: سلطان محمد الجنابذي (في بيان السعادة في مقامات العبادة) في ذيل تفسير هذه الآية: [وكأن المنظور كان من الإتيان ب (آل محمد) بهذا اللفظ في ذيل إلياس أن لا يسقطوه لو قال: سلام على آل محمد ولما كان محمد وأهل بيته محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم شرف كل ذي شرف، وفخر كل ذي فخر، ومقام كل ذي مقام، كان السلام على آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سلاما على ذي سلام، وشرفا لكل ذي شرف، ولسان صدق لكل صادق، فصح أن يقال: تركنا على إلياس في الآخرين لسان صدق هو: سلام على آل محمد.
ومما بيناه آنفا وما يأتي يتضح تخبط الرازي واختياره تفسيرات غير لائقة بآيات الله تعالى، ونجد في تفسيره كثيرا من هذا النوع (التفسير بسياق الرازي) كما يلاحظ في آية التطهير وغيرها.
وهذا ليس بأعجب من قراءة أبي بن كعب فإنه كان يستبدل من إلياس إدريس ويقرأ:
{سلام على إدراسين} كما نقله القرطبي في تفسيره ص 230 وص 960.
وأما قول الرازي وغيره أن إلياس أبوه (ياسين)، فيقال أولا: أنه اختلف المفسرون في اسم أبيه، فقال بعضهم: إن اسمه (إدريس)، وذكروا: أن يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى عليه الصلاة والسلام وقسمها بينهم فسار منهم سبط