منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٨ - الصفحة ١٦٢
فكثيرة:
فمنها: ما رواه الشيخ عن محمد بن يعقوب بسنده عن ابن بكير عن رجل: (قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إني قلت لامرأتي.) وما رواه بطريقه عن ابن فضال عن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا يكون الظهار إلا على مثل موضع الطلاق) ثم قال الشيخ: (أول ما في هذه الأخبار أن الخبرين منهما وهما الأخيران مرسلان، و المراسيل لا يعترض بها على الاخبار المسندة.).
ومنها: ما رواه في التهذيب عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبد الاعلى مولى آل سام. ثم قال:
(فأول ما فيه أنه موقوف غير مسند إلى أحد من الأئمة عليهم السلام، و ما كان هذا حكمه لا يعترض به الأخبار الكثيرة المسندة.) و منها: ما رواه الشيخ في التهذيب والاستبصار عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، ثم قال فيهما: (فأول ما فيه أنه مرسل، وما هذا سبيله لا يعارضه به الاخبار المسندة).
ومنها: ما رواه فيهما عن محمد بن علي بن محبوب عن العباس عند عبد الله بن المغيرة عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام.
قال في التهذيب: (وهذا خبر مرسل) وفي الاستبصار: (فأول ما في هذا الخبر أنه مرسل).
هذه بعض عبارات الشيخ في اعتذاره عن طرح مراسيل أصحاب الاجماع، وتعليله بقوله: (وما هذا سبيله لا يعارض به الاخبار المسندة) صريح في عدم صلاحية الرواية المرسلة للاعتماد عليها حتى إذا كان مرسلها أحد أصحاب الاجماع. وهل يبقى وثوق بتمامية ما اختاره هو من رجال الكشي وما ادعاه في العدة من أن هؤلاء لا يروون ولا يرسلون إلا عن ثقة؟ وأما من تأخر عنه فكلماتهم مختلفة، فمنهم من حكم بصحة الخبر المسند الذي وقع في طريقه بعض هؤلاء كما تقدم عن العلامة والشهيد والعلامة الطباطبائي (قدس سرهم)، وأما المرسل فلا، ومنهم من لم يعتن بهذا الاجماع إما مطلقا أو في خصوص المرسلات.