منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٨ - الصفحة ١٥٧
دليله أو فحواه، والسنة المقطوع بها من جهة التواتر، قال - أي الشيخ - (ره): فإن ما يتضمنه خبر الواحد إذا وافقه مقطوع على صحته أيضا وجب العمل به، وإن لم يكن ذلك دليلا على صحة نفس الخبر، لجواز أن يكون الخبر كذبا، وإن وافق السنة المقطوع بها. ثم ذكر الاجماع، وقال: فإنه متى كان كذلك دل أيضا على صحة متضمنه، ولا يمكننا أيضا أن نجعل إجماعهم دليلا على نفس الخبر.
فهذه القرائن كلها تدل على صحة متضمن أخبار الآحاد، ولا تدل على صحتها أنفسها، لما بينا من جواز أن يكون الاخبار مصنوعة وإن وافقت هذه الأدلة) انتهى كلام الشيخ في العدة.
ثم قال المحدث النوري: (انظر كيف صرح في مواضع عديدة بأن موافقة هذه الأدلة لا توجب الصحة في نفس الخبر، ولا يصير الخبر بها صحيحا. وعلى هذا كافة الأصحاب، ومع ذلك كيف يجوز نسبة ذلك إليهم من غير اكتراث؟ ثم ترتيب الآثار عليها).
ثم تعرض لكلام الفاضل الكاظمي. إلى أن قال: (وأما الثاني - وهو إطلاقهم الصحيح على خبر الثقة ولو من غير الامامي كثيرا وفي موارد لا يبعد بعد ملاحظتها دعوى الاطمئنان بانحصار مصطلحهم فيه، فينحصر الأعمية في دخول الموثق في الصحيح عندهم - فله شواهد. منها: ما في الفقيه: وأما خبر صلاة يوم غدير خم والثواب المذكور فيه، فإن شيخنا محمد بن الحسن رضي الله عنه كان لا يصححه، ويقول: إنه من طريق محمد بن موسى الهمداني، وكان غير ثقة، وكلما لم يصححه ذلك الشيخ قدس الله روحه ولم يحكم بصحته من الاخبار فهو عندنا متروك غير صحيح.
ولا يخفى على المتأمل: أن المراد من الصحيح في أول الكلام ما كان تمام رواته ثقات، فيكون في آخره كذلك. مع أن غير الوثاقة مما عدوه من أصحاب الصحة - كالوجود في الأصل، والمعروض على الإمام عليه السلام، والموافقة - من الأمور المحسوسة غير المحتاجة إلى تبعية الاخر، والذي لا ضير في التبعية فيها معرفة الرجال و وثاقتهم وضبطهم وتثبتهم، خصوصا لمثل الناقد الخبير محمد بن الحسن بن الوليد الذي من سلم من طعنة فكأنه مرضي الكل).
إلى أن قال المحدث النوري (قده): (ومنها ما في التهذيب في باب التيمم في بحث المحتلم الخائف على نفسه من الغسل لشدة البرد، بعد إيراد حديث بسندين أولهما محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام. و ثانيهما: سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عبد الله بن سنان أو غيره عنه عليه السلام، قال:
فأول ما فيه أنه خبر مرسل منقطع الاسناد، لان جعفر بن بشير في الرواية الأولى