ولو قيل بأن النتيجة هو الطريق ولو لم يصل أصلا، فالاهمال فيها يكون من الجهات، ولا محيص حينئذ إلا من الاحتياط في الطريق بمراعاة أطراف الاحتمال لو لم يكن بينها متيقن الاعتبار، لو لم يلزم منه محذور، وإلا لزم التنزل إلى حكومة العقل بالاستقلال، فتأمل فإن المقام من مزال الاقدام.
وهم ودفع: لعلك تقول: إن القدر المتيقن الوافي لو كان في البين لما كان مجال لدليل الانسداد، ضرورة أنه من مقدماته انسداد باب العلمي أيضا.
لكنك غفلت عن أن المراد ما إذا كان اليقين بالاعتبار من قبله لاجل اليقين بأنه لو كان شئ حجة شرعا كان هذا الشئ حجة قطعا، بداهة
____________________
إلى كل مورد وعدم الفرق بين مواردها بعد احراز الحجة كما لا يخفى فدعوى الاجماع ليست بمجازفة، بل يمكن تحصيله واستكشاف رأي المعصوم منه، وذلك لأنه لم يفرق أحد من المسلمين من أصحاب الأئمة الطاهرين عليهم السلام إلى زماننا هذا بين موارد الحجة، بل كانوا يعملون على طبقها في كل مسألة من مسائل الفقه كما لا يخفى، وما ذكرناه يظهر بالتتبع في كلماتهم في مقام قيام الحجة على المسألة فافهم.
قوله: وهم ودفع: لعلك تقول: ان القدر المتيقن.. الخ اعلم أنه ربما يتوهم انه إذا كان في بين الظنون والطرق ما يكون متيقن الحجية فلا يبقى موقع لجريان دليل الانسداد، لان من مقدماته انسداد باب العلمي، ومع فرض وجود المتيقن ينفتح بابه، ولكنه مدفوع فإنه شبيه بالمغالطة، لأنه لا يستنتج ذلك الا باجراء مقدمات الانسداد، فان أصل حجية الظن مستنتج من دليل الانسداد، وكون المظنون منه متيقنا في الحجية مستفاد من
قوله: وهم ودفع: لعلك تقول: ان القدر المتيقن.. الخ اعلم أنه ربما يتوهم انه إذا كان في بين الظنون والطرق ما يكون متيقن الحجية فلا يبقى موقع لجريان دليل الانسداد، لان من مقدماته انسداد باب العلمي، ومع فرض وجود المتيقن ينفتح بابه، ولكنه مدفوع فإنه شبيه بالمغالطة، لأنه لا يستنتج ذلك الا باجراء مقدمات الانسداد، فان أصل حجية الظن مستنتج من دليل الانسداد، وكون المظنون منه متيقنا في الحجية مستفاد من