ويقصد بقوله: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) في الصلاة الملائكة كما روي ذلك، وقال الشهيد الأول في الذكرى: يستحب أن يقصد الإمام التسليم على الأنبياء والأئمة والحفظة والمأمومين لذكر أولئك وحضور هؤلاء.
فيثبت تلك المعاني بسلامه للملائكة من حافظيه وغيرهم ومن المقربين وغيرهم أي أعدكم بأن لا يصدر مني ما يوجب إيذاءكم من الريح النتن الناشئ من المعاصي وخلاف الأوامر الإلهية. ومن هنا تعلم عدم اعتبار سلامنا بأغلب أنواعه لخلوها من هذا المعنى الموجب لسخط الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم واشمئزاز الملائكة منا بل الموجب للاستهزاء له تعالى وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن نسلم عليهم، ولذا قال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام لما سئل عن معنى السلام في دبر كل صلاة؟
وفي جامع السعادات: [هو أمان من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة]، وهذا المعنى يلازم السلام بمعنى الوعد وإلقاء السلام. وأشير هنا أن السلام على النبي الأكرم وآله صلوات الله عليهم بنحو الخطاب (السلام عليك أو عليكم) يدل على سماعهم ذلك السلام وإلا لم يصح الخطاب به وفي تعليله وجهان:
الوجه الأول: بصورة غير مباشرة فقد وكل الله تعالى ملائكة لتبليغهم الصلاة والسلام كما في الأخبار الواردة عن العامة والخاصة.
فقد روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، ج: 1، ص: 92، رقم:
الحديث: 129، بإسناده عن سليم بن قيس عن علي [صلوات الله وسلامه عليه] قال:
(إن الله إيانا عنى بقوله تعالى: {لتكونوا شهداء على الناس} [البقرة: 143] فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على الناس وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه فيهم: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} [البقرة: 143].
أقول ولا يخفى أن الشهادة فرع العلم والمعرفة، وأيضا في بعض الأحاديث التي رووها ما يشير إلى هذا المطلب كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: [صلوا علي، فإن