بلغهم الخبر بأن طغرل بن نيال أسرى من ثمانين فرسخا بعساكر لا تحصى فكبس ملك كاشقر وأسره فأطلقوا يعقوب ثم خشى السلطان شأن طغرل بن نيال وكثرة عساكره فرجع على البلد ودس تاج الملك في استصلاح يعقوب فشفع له ورد إلى كاشقر ورد الطغرل ورجع هو إلى خراسان ثم قدم إلى بغداد سنة أربع وثمانين العزمة الثانية ووجد عليه أخوه تاج الدولة تتش صاحب الشأم وقسيم الدولة أقسنقر صاحب حلب وبوران صاحب الرها وعمال الأطراف وأقام صنيع الميلاد ببغداد وتأنق بما لم يعهد مثله وأمر وزيره نظام الملك وأمراءه ببناء الدور ببغداد لنزلهم ورجع إلى اصبهان * (استيلاء تتش على حمص وغيرها من سواحل الشأم) * لما قدم السلطان سنة أربع وثمانين وفد عليه أمراء الشأم كما قدمنا فلما انصرفوا من عنده أمر أخاه تاج الدولة تتش أن يذهب دولة العلويين من ساحل الشأم ويفتح بلادهم وأمر أقسنقر وبوران أن يسيرا لانجاده فلما رجعوا إلى دمشق سار إلى حمص وبها صاحبها ابن ملاعب وقد عظم ضرره وضرر ولده على الناس فحاصرها وملكها ثم سار إلى قلعة عرفة فملكها عنوة ثم إلى قلعة أماسية فائتا من إليه خادم كان بها فأرسل إلى أمراء تتش في اصلاح حاله فسدوا عليه المذاهب فأرسل إلى وزير أقسنقر يسعى له عند صاحبه وعمل له على ثلاثين ألف دينار ومثلها عروضا فجنح إلى مصالحته واختلف مع تتش على ذلك وأغلظ كل منهما لصاحبه في القول فرحل أقسنقر مغاضبا واضطر الباقون إلى الرحيل وانتقض أمرهم * (ملك اليمن) * كان فيمن حضر عند السلطان ببغداد كما قدمناه عثمان چق أمير التركمان صاحب قرمسيس وغيرها فأمره السلطان أن يسير في جموع التركمان للحجاز واليمن فيظهر أمرهم هناك وفوض إلى سعد الدولة كوهراس شحنة بغداد فولى عليهم أميرا اسمه ترشك وسار إلى الحجاز فاستولى عليه وأساء السيرة فيه حتى جاء أمير الحجاز محمد بن هاشم مستغيثا منهم ثم ساروا سنة خمس وثمانين إلى اليمن وعاثوا في نواحيه وملكوا عدن وأساؤا السيرة في أهلها وأهلكوا برشك سابع دخولها وأعاده أصحابه إلى بغداد فدفنوه بها * (مقتل الوزير نظام الملك) * ثم ارتحل السلطان ملك شاه إلى بغداد سنه خمس وثمانين فانتهى إلى اصبهان في رمضان وخرج نظام الملك من بيته بعد الافطار عامدا إلى خيمته فاعترضه بعض الباطنية
(١١)