حاشية على كفاية الأصول - تقرير بحث البروجردي ، للحجتي - ج ٢ - الصفحة ٨٠
ومستند القطع به لحاكيه - على ما يظهر من كلماتهم - هو علمه بدخوله (عليه السلام) في المجمعين شخصا، ولم يعرف عينا، أو قطعه باستلزام ما يحكيه لرأيه (عليه السلام) عقلا من باب اللطف، أو عادة أو اتفاقا من جهة حدس رأيه، وإن لم تكن ملازمة بينهما عقلا ولا عادة، كما هو طريقة المتأخرين في دعوى الاجماع، حيث إنهم مع عدم الاعتقاد بالملازمة العقلية ولا الملازمة العادية غالبا وعدم العلم بدخول جنابه (عليه السلام) في المجمعين عادة، يحكون الاجماع كثيرا، كما
____________________
عن النبي صلى الله عليه وآله: " لا تجتمع أمتي على الخطاء " (1)، ولا ملاك آخر لهم.
واما الخاصة من الأصوليين فقد تبعوا العامة في اطلاق ذاك اللفظ على ذاك المعنى، والقول بحجيته ان تحقق، ليس بملاك الاتفاق والاجتماع نفسه، بل بملاك اشتماله على قول المعصوم، لأنه لا يخلو زمان من امام معصوم وعلى هذا فان اتفق جميع علماء الأمة من غير خروج أحد منهم على امر وعلى حال فالامام داخل فيهم بلا كلام.
منها في بيان مستند القطع برأي المعصوم، اعلم أن في المقام ثلاث مسالك: الدخول، والكشف، والحدس، اما الأول فهو عبارة عن دخول الامام بشخصه وقوله في المجمعين ولم يعلم بشخصه الشريف، بل علم اجمالا بأنه أحد المتفقين، فمستند القطع فيه هو العلم الاجمالي، وهذا مسلك المتقدمين على شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي مثل المفيد، والسيد ابن زهرة والسيد المرتضى رضوان الله عليهم، وبعض المتوسطين كصاحب " المعالم " ويسمى هذا الاجماع

(1) رغم اشتهار هذا الحديث عند المتأخرين ونقلهم في كتبهم الكلامية والأصولية، ولكنا لم نجد فيما توصلنا إليه من كتب: الاخبار والصحاح إلا مضامين: " إن أمتي... أو أمة محمد لا تجتمع على ضلالة "، " لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة " وجامع: سنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجة، والدارمي، ومستدرك الحاكم، والجامع الصغير للسيوطي، وأصول السرخسي وغيرها لكن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست