وأما دلالتها، فالظاهر أن الضرر هو ما يقابل النفع، من النقص في النفس أو الطرف أو العرض أو المال، تقابل العدم الملكة، كما أن الأظهر أن يكون الضرار بمعنى الضرر جئ به تأكيدا، كما يشهد به إطلاق المضار على سمرة، وحكي عن النهاية لا فعل الاثنين، وإن كان هو الأصل في باب المفاعلة، ولا الجزاء على الضرر لعدم تعاهده من باب المفاعلة، وبالجملة لم يثبت له معنى آخر غير الضرر.
كما أن الظاهر أن يكون (لا) لنفي الحقيقة، كما هو الأصل في هذا التركيب حقيقة أو ادعاء، كناية عن نفي الآثار، كما هو الظاهر من مثل: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) و (يا أشباه الرجال ولا رجال) فإن قضية البلاغة في الكلام هو إرادة نفي الحقيقة ادعاء، لا نفي الحكم أو الصفة، كما لا يخفى.
____________________
اعلم أنه يمكن القطع بصدور قضية لا ضرر ولا ضرر، مضافا إلى عمل المشهور بها، وهو بنفسه كاف في الاخذ بها والعمل عليها، وهذا لا شبهة فيه، ولكن الكلام في جهات:
الأولى في معنى الضرر وحقيقته فهو على ما افاده المصنف ما يقابل النفع تقابل العدم والملكة فان هذا التقابل عبارة عن عدم وصف لموضوع كان من شأنه أن يكون بذاك الوصف، وهذه الشأنية اما ان يلاحظ بالإضافة إلى شخص الموضوع، واما ان يلاحظ إلى نوعه، واما ان يلاحظ إلى جنسه، فالضرر باعتبار هذا التقابل عبارة عن عدم النفع، نظير العمى بالنسبة إلى البصر.
ولكن هذا الكلام في معنى الضرر خلاف التحقيق، لان الضرر في العرف امر وجودي وهو عبارة عن النقص مقابل النفع الذي هو أيضا امر وجودي
الأولى في معنى الضرر وحقيقته فهو على ما افاده المصنف ما يقابل النفع تقابل العدم والملكة فان هذا التقابل عبارة عن عدم وصف لموضوع كان من شأنه أن يكون بذاك الوصف، وهذه الشأنية اما ان يلاحظ بالإضافة إلى شخص الموضوع، واما ان يلاحظ إلى نوعه، واما ان يلاحظ إلى جنسه، فالضرر باعتبار هذا التقابل عبارة عن عدم النفع، نظير العمى بالنسبة إلى البصر.
ولكن هذا الكلام في معنى الضرر خلاف التحقيق، لان الضرر في العرف امر وجودي وهو عبارة عن النقص مقابل النفع الذي هو أيضا امر وجودي