أوجب السورة كاملة تحمل عليه هذه الرواية. وهذان الخبران كانا أولى بالاستدلال لصاحبي المعتبر والمدارك لو اطلعا عليهما.
وبالجملة فالظاهر من الأخبار هو الاتحاد كما عليه متقدمو الأصحاب ويؤيده ارتباط المعنى بين السورتين. بقي الكلام في توسط البسملة بينهما في المصاحف وهذا من أعظم الشبهة في ذهاب المتأخرين إلى خلاف ما عليه المتقدمون.
وفيه (أولا) أنك قد عرفت من عبارة كتاب الفقه عدم الفصل بينهما بالبسملة متى أراد قراءتهما معا، وما نقله في مجمع البيان عن أبي بن كعب من عدم اثباته البسملة في مصحفه.
و (ثانيا) أن الاستدلال باثباتها في المصاحف إنما يتم لو كان هذا القرآن الموجود بأيدينا جمع الإمام (عليه السلام) وليس كذلك لاتفاق الأخبار وكلمة الأصحاب وغيرهم على أنه جمع الخلفاء الثلاثة (1) وأما القرآن الذي جمعه (عليه السلام) فلم يخرج ولم يظهر