ابتداء رفع الرأس وينتهي بانتهائه وعليه جماعة من العامة (1) انتهى. ونقل هذا الكلام عن الذكرى في كتاب الحبل المتين ونفى عنه البأس، وظاهر المدارك أيضا إلى الميل إلى ذلك و (ثانيهما) في التكبير مصاحبا للرفع فأثبته بعض الأصحاب ومنهم - المحدث السيد نعمة الله الجزائري (قدس سره) في رسالته (التحفة) وادعى أن الخبرين المذكورين صريحان في ذلك. وهو عجيب فإنهما كما عرفت لم يتضمنا إلا الرفع خاصة. وممن بالغ في ذلك وأطال الاستدلال عليه شيخنا المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن الحاج صالح البحراني في بعض أجوبة المسائل وادعى ما ادعاه السيد المزبور من ظهور الخبرين في التكبير وادعى أيضا تصريح ابن بابويه وصاحب الفاخر بذلك. وأنت خبير بأن الخبرين المذكورين لا دلالة فيهما على مما ادعياه كما عرفت، وأما كلام صاحب الفاخر فلا يحضرني الآن، وأما كلام الصدوق في الفقيه فهو بهذه العبارة " ثم ارفع رأسك من الركوع وارفع يديك واستو قائما ثم قل سمع الله لمن حمده والحمد لله رب العالمين، ثم ذكر الدعاء إلى أن قال واهو إلى السجود. وهي كما ترى خالية من ذلك.
ومن ذلك يظهر أن الأقوال في المسألة ثلاثة (أحدها) نفي الرفع كما هو قول ابن أبي عقيل ومن تبعه. و (ثانيها) اثباته كما دل عليه الخبران. و (ثالثها) القول بالرفع وإضافة التكبير. والأول والثالث طرفا افراط وتفريط، لأن الأول فيه رد للحكم مع وجود النص الصحيح الصريح الدال على ذلك، والثالث يتضمن زيادة ليس لها في النص أثر، وأحسن الأمور وسطها.
والشيخ المحدث الصالح المشار إليه قد أطال في الاستدلال على ما ادعاه بما لا مزيد طائل في التعرض إليه، وعمدة ما استدل به التلازم بين الرفع والتكبير، قال (قدس سره): الأول أنه لما ثبت استحباب الرفع ثبت استحباب التكبير لعدم انفكاك الرفع عن التكبير شرعا إذ لم يعهد من الشارع رفع بدون تكبير وإنما ذكر الملزوم وهو الرفع