بينهم من أصالة عدم تداخل الأسباب، وقد عرفت في مسألة تداخل الأغسال من كتاب الطهارة ما يبطل هذا الأصل للأحبار الكثيرة الدالة على أنه إذا اجتمعت عليك حقوق أجزأك عنها حق واحد (1) وأما خبر محمد بن مسلم الذي استند إليه فلا دلالة فيه على ما ادعاه، إذ غاية ما يدل عليه أنه متى قرأ السجدة وجب عليه السجود تحقيقا للفورية التي لا خلاف فيها، وأما أنه لو قرأ مرارا متعددة من غير تخلل السجود فهل الواجب عليه سجدة واحدة أو سجدات متعددة بعدد القراءة فلا دلالة في الخبر عليه. والله العالم (المقام الثاني) - في سجدة الشكر وهي مستحبة عقيب الصلاة شكرا على التوفيق لأدائها، قال في التذكرة أنه مذهب علمائنا أجمع خلافا للجمهور (2).
ويدل عليه من الأخبار ما يكاد يبلغ حد التواتر المعنوي، ومنها ما رواه الشيخ وابن بابويه في الصحيح عن مرازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) قال: " سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك وترضى بها ربك وتعجب الملائكة، منك وأن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد والملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه، ملائكتي ماذا له عندي؟ قال فتقول الملائكة يا ربنا رحمتك. ثم يقول الرب تبارك وتعالى ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا جنتك. فيقول الرب تبارك وتعالى ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمة. فيقول الله تبارك وتعالى. ثم ماذا؟
فلا يبقى شئ من الخير إلا قالته الملائكة فيقول الله تبارك وتعالى يا ملائكتي ثم ماذا؟
فتقول الملائكة ربنا لا علم لنا. قال فيقول الله تبارك وتعالى اشكر له كما شكر لي واقبل