وهو شاذ. وعلى هذا لا تجزي الترجمة للقادر على التعليم حتى يضيق الوقت فيحرم بترجمتها عند الأصحاب مراعيا الترتيب فيقول الأعجمي مثلا " خدا بزرگتر است " ولا خلاف بين أصحابنا بل وأكثر العامة في ذلك، وقال بعض العامة يسقط التكبير عن من هذا شأنه كالأخرس (1) وهو محتمل. ولم أقف في المسألة على نص وإن كان ما ذكروه لا يخلو من قرب. قالوا: والأخرس ينطق على قدر ما يمكنه فإن عجز عن النطق بالكلية عقد قلبه بها مع الإشارة بإصبعه كما يشير إليه خبر السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) قال: " تلبية الأخرس وتشهده وقراءته القرآن في الصلاة تحريك لسانه وإشارته بإصبعه " وربما احتج بعضهم أيضا بأن تحريك اللسان كان واجبا مع القدرة على النطق فلا يسقط بالعجز عنه إذ لا يسقط الميسور بالمعسور (3) وفيه ما فيه، ولولا اشعار الرواية المذكورة بذلك لأمكن احتمال ما ذكره بعض العامة من سقوط الفرض بالعجز. وكيف كان فما ذكره الأصحاب هو الأولى.
(الثالث) - لا ريب أن التكبير جزء من الصلاة فيعتبر فيه من الشروط ما يعتبر في الصلاة من الطهارة والستر والاستقبال والقيام في موضعه ونحو ذلك فلو كبر قاعدا أو آخذا في القيام مع القدرة لم تنعقد صلاته، قال في الذكرى: فلو كبر وهو آخذ في القيام أو وهو هاو إلى الركوع يتفق للمأموم فالأقرب البطلان لأن الانحناء ليس قياما حقيقيا، وهل تنعقد نافلة؟ الأقرب المنع لعدم نيتها، ووجه الصحة حصول التقرب والقصد إلى الصلاة والتحريم بتكبيرة لا قيام فيها وهي من خصائص النافلة. انتهى.
ولا يخفى ضعف ما ذكره من الوجه في الانعقاد فإن القصد إلى الصلاة مطلقا غير كاف في الانعقاد ما لم يقصد الفرض إن كان فرضا أو النافلة إن كان كذلك.