شئ من كتب الصلاة خلا حديثا واحدا في كتاب القاسم بن محمد عن جده الحسن بن راشد أن الصادق (عليه السلام) قال للحسن كيف تتوجه؟ قال أقول " لبيك وسعديك " فقال له الصادق (عليه السلام) ليس عن هذا أسألك كيف تقول " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما "؟ قال الحسن أقوله: فقال له الصادق (عليه السلام) إذا قلت ذلك فقل: على ملة إبراهيم ودين محمد ومنهاج علي بن أبي طالب والائتمام بآل محمد حنيفا مسلما وما أنا من المشركين؟ فأجاب (عليه السلام) التوجه كله ليس بفريضة والسنة المؤكدة فيه التي هي كالاجماع الذي لا خلاف فيه: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على ملة إبراهيم ودين محمد (صلى الله عليه وآله) وهدى أمير المؤمنين (عليه السلام) وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم اجعلني من المسلمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. ثم تقرأ الحمد " قال الفقيه الذي لا يشك في علمه: الدين لمحمد (صلى الله عليه وآله) والهداية لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنها له (صلى الله عليهما) وفي عقبة باقية إلى يوم القيامة فمن كان كذلك فهو من المهتدين ومن شك فلا دين له ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى.
(والخامس) - رفع اليدين بالتكبير وقد وقع الخلاف هنا في مواضع: (الأول) الرفع فالمشهور الاستحباب ونقل عن المرتضى أنه أوجب رفع اليدين بالتكبير في جميع الصلاة ونقل عنه أنه احتج عليه باجماع الفرقة، قال في المدارك: وهو أعلم بما ادعاه.
أقول: لو رجع السيد (رضي الله عنه) إلى الآية والأخبار لوجدها ظاهرة الدلالة على ما ذهب إليه على وجه لا يتطرق إليه النقض ولا الطعن عليه ولكنه (رضي الله عنه) - كما أشرنا إليه في ما سبق - قليل الرجوع إلى الأخبار وإنما يعتمد على أدلة واهية لا تقبلها البصائر والأفكار من تعليل عقلي أو دعوى اجماع مع أنه لا قائل به سواه كما