الجبين وجهرهم في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم " وإنما أطلنا بذكر هذين الخبرين لما فيهما من البشارة الفاخرة لشيعة العترة الطاهرة جعلنا الله تعالى منهم بمنه وفضله.
ومنها - ترتيل القراءة وقد أجمع العلماء كافة على استحبابه في القراءة في الصلاة وغيرها لقوله عز وجل " ورتل القرآن ترتيلا " (1).
وروى الشيخ باسناده في الصحيح عن أبي عبد الله البرقي وأبي أحمد يعني محمد بن أبي عمير جميعا عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) قال: " ينبغي للعبد إذا صلى أن يرتل في قراءته فإذا مر بآية فيها ذكرا الجنة وذكر النار سأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار، وإذا مر ب " يا أيها الناس ويا أيها الذين آمنوا " يقول لبيك ربنا ".
قال في الصحاح: الترتيل في القراءة الترسل فيها التبيين من غير بغي. وفي النهاية التأني فيها والتمهل وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالثغر المرتل وهو المشبه بنور الأقحوان. وفي المغرب الترتيل في الأذان وغيره أن لا يعجل في إرسال الحروف بل يتثبت فيها ويبينها تبيينا ويوفيها حقها من الاشباع من غير اسراع من قولهم ثغر مرتل ورتل مفلج مستوي الثنية حسن التنضيد. وقال في القاموس رتل الكلام ترتيلا أحسن تأليفه وترتل فيه ترسل. وقال في الكشاف ترتيل القرآن قراءته على ترسل وتؤده بتبيين الحروف واشباع الحركات حتى يجئ المتلو منه شبيها بالثغر المرتل وهو المفلج المشبهة بنور الأقحوان، وأن لا يهذه هذا ولا يسرده سردا حتى يشبه المتلو في تتابعه الثغر الألص. انتهى. هذا ما قاله أهل اللغة.
وأما الفقهاء فقال المحقق في المعتبر: هو تبيينها من غير مبالغة، قال وربما كان واجبا إذا أريد به النطق بالحروف بحيث لا يدمج بعضها في بعض، ويمكن حمل الآية عليه لأن الأمر عند الاطلاق للوجوب. ونحوه قال العلامة في المنتهى وقال الشهيد في الذكرى هو حفظ الوقوف وأداء الحروف. وقال العلامة في النهاية هو بمعنى بيان الحروف