وقال الجعفي في الفاخر على ما نقله عنه في الذكرى، قال قال صاحب الفاخر: أقل المجزئ من عمل الصلاة في الفريضة تكبيرة الافتتاح وقراءة الفاتحة في الركعتين أو ثلاث تسبيحات والركوع والسجود وتكبيرة واحدة بين السجدتين والشهادة في الجلسة الأولى وفي الأخيرة الشهادتان والصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله) والتسليم و " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ".
قال شيخنا الشهيد في الذكرى بعد نقل ذلك عنه: وكلامه هذا يشتمل على أشياء لا تعد من المذهب: منها - التكبيرة الواحدة بين السجدتين، ومنها - القصر على الشهادة في الجلسة الأولى، ومنها - وجوب التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله) وأما البدل عن القراءة فيريد به مع الاضطرار، صرح بذلك في غير هذا الموضع. انتهى.
أقول: لا يخفى ضعف هذا القول على من تأمل ما قدمناه من أخبار المسألة، ومنشأ الشبهة هو لفظ التسليم فيه وقد عرفت أن مساق الأخبار الواردة بالأمر بالتسليم وأنه مخرج وقاطع ونحو ذلك لا يتعلق بهذه الصيغة المذكورة، وأخبار تخلل الحدث بعد التشهد (1) صريحة في صحة الصلاة، وحينئذ فأي دليل للوجوب على ذلك؟
(الثالث) - قال شيخنا الشهيد في الذكرى - بعد البحث في المسألة ونقل عبارات جملة من الأصحاب والمناقشة في ما كان محلا للمناقشة عنده - ما لفظه: " أقول وبالله التوفيق:
هذه المسألة من مهمات الصلاة وقد طال الكلام فيها ولزم منه أمور ستة: (الأول) القول بندبية التسليم بمعنييه كما هو مذهب أكثر القدماء، وينافيه تواتر النقل عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) بقوله " السلام عليكم " من غير بيان ندبيته مع أنه امتثال الأمر الواجب، وقد روى الشيخ باسناده إلى أبي بصير بطريق موثق (2) قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في رجل صلى الصبح فلما جلس في الركعتين قبل أن يتشهد رعف؟ قال فليخرج فليغسل أنفه ثم ليرجع فليتم صلاته فإن