بينهن ورب العرش العظيم يا الله الذي ليس كمثله شئ صل على محمد وآل محمد واغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنك على ذلك قادر. ثم اركع ".
وروى الصدوق في كتاب عيون الأخبار (1) عن رجاء بن أبي الضحاك في حديث سفر الرضا (عليه السلام) إلى خراسان قال فيه " وكان قنوته في جميع صلواته:
رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم أنك أنت الأعز الأكرم.. الحديث ".
(المسألة الرابعة) - اختلف الأصحاب في جواز القنوت بالفارسية فمنعه سعد ابن عبد الله وأجازه محمد بن الحسن الصفار واختاره ابن بابويه والشيخ في النهاية والفاضلان وغيرهم.
لصحيحة علي بن مهزيار (2) قال: " سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يتكلم في صلاة الفريضة بكل شئ يناجي ربه؟ قال نعم ".
قال ابن بابويه بعد نقل هذا الخبر: ولو لم يرد هذا الخبر لكنت أجيزه بالخبر الذي روى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال (3) " كل شئ مطلق حتى يرد فيه نهى " والنهي عن الدعاء بالفارسية في الصلاة غير موجود والحمد لله. ونقل عن الصادق (عليه السلام) مرسلا (4) " كل ما ناجيت به ربك في الصلاة فليس بكلام ".
واقتصر في المدارك على نقل القولين المذكورين والرواية وكلام الصدوق ولم يرجح شيئا، ونحوه في الذخيرة وقبلهما الشهيد في الذكرى، ونقل فيه عن الفاضلين أنهما عللا جوازه بالفارسية زيادة على الرواية بصدق اسم الدعاء عليه.
أقول: والذي يقرب عندي هو ما ذهب إليه سعد بن عبد الله من المنع والتحريم وبيان ذلك أن الظاهر عندي من صحيحة علي بن مهزيار التي استندوا إليها أن المراد منها إنما هو التكلم بكل شئ من المطالب الدينية والدنيوية لا باعتبار اللغات المختلفة، ولا يخفى