قال في الفقيه (1) بعد ذكر هذا الخبر: حكم من ينسى القنوت حتى يركع أن يقنت إذا رفع رأسه من الركوع وإنما منع الصادق (عليه السلام) من ذلك في الوتر والغداة خلافا للعامة لأنهم يقنتون فيهما بعد الركوع وإنما أطلق ذلك في سائر الصلوات لأن جمهور العامة لا يرون القنوت فيها (2) انتهى.
وأنت خبير بأن الخبر الذي ذكره لم يشتمل إلا على الوتر خاصة فضم الغداة إلى ذلك أما سهو من قلمه أو قلم الناسخين أو سقط من الخبر المذكور أو الخبر بذلك وصل إليه ولم يذكره هنا.
هذا. وأما ما ذكره في المنتهى - من التردد في نية القضاء أو الأداء - فهو مبني على ما هو المشهور بينهم من نية وجوب الوجه في العبادات وقد تقدم أنه لا دليل عليه فلا ضرورة تلجئ إلى التشاغل به إلا مجرد تضييع الوقت. والله العالم.
(المسألة الثالثة) - ذكر الشيخ وأكثر الأصحاب أن أفضل ما يقال في القنوت كلمات الفرج، وقال ابن إدريس وروى أنها أفضله، واعترف جملة من محققي متأخري المتأخرين: منهم - السيد السند في المدارك والفاضل المجلسي في البحار بأنهم لم يقفوا في ذلك على خبر يدل عليه. وهو كذلك نعم ورد ذلك في قنوت الجمعة ومفردة الوتر خاصة قال في المدارك: وصورته " لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العامين " روى ذلك زرارة في الحسن عن أبي جعفر (عليه السلام) (3) وذكر المفيد (قدس سره) وجمع من الأصحاب أنه يقول قبل التحميد " وسلام على المرسلين " وسئل عنه المصنف في الفتاوى فجوزه لأنه بلفظ القرآن ولا ريب في الجواز لكن جعله في أثناء كلمات الفرج مع خروجه منها ليس يجيد. انتهى.