ونحوها على وجهها من اخراج الحروف من مخارجها أولا يفصح به لشبهه بالدابة ونحوها من الأشياء المعدودة في عدم لين لسانه وتذليله بالنطق. وحاصل معنى الخبر الفرق بين من يمكنه الاتيان بالقراءة والأذكار والأدعية في صلاة أو غيرها على وجهها ولو بالتعلم وبين من لا يمكنه، وأن القادر على الاتيان بذلك على وجهه ولو بالتعلم لا يجزئه غير ذلك وجهله مع إمكان التعلم ليس بعذر شرعي.
والمستفاد من بعض الأخبار أن من لا يقدر على اصلاح لسانه ويقرأ ويدعو على تلك الحال فإن الله سبحانه بمزيد فضله وكرمه يوكل الملائكة باصلاحه فلا يرفع إليه إلا على الهيئة والكيفية المأمور بها:
روى في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله) إن الرجل الأعجمي من أمتي ليقرأ القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته ".
وقد ورد في الحديث المشهور عنه (صلى الله عليه وآله) (2) " أن سين بلال عند الله شين ".
(المسألة الثالثة) - المشهور بين الأصحاب (رضوان الله عليهم) من متقدميهم ومتأخريهم وجوب الجهر في الصبح أوليي المغرب والعشاء الاخفات في الباقي فإن عكس عامدا عالما وجبت عليه إعادة الصلاة، ونقل عن ابن الجنيد أنه يجوز العكس ولكن يستحب أن لا يفعله وهو قول السيد المرتضى في المصباح. وإلى هذا القول مال جملة من متأخري المتأخرين: أولهم - على الظاهر السيد السند (قدس سره) في المدارك وتبعه فيه جملة ممن تأخر عنه كما هي عادتهم غالبا.
والأظهر عندي هو القول المشهور، ولنكتف هنا في بيان ما اخترناه بنقل ما ذكره