بين أصابعك واقبض عليهما ".
وقال في موضع آخر (1): " فإذا ركعت فمد ظهرك ولا تنكس رأسك وقل في ركوعك بعد التكبير: اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك اعتصمت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشري ومخي ولحمي ودمي وعصبي وعظامي وجميع جوارحي وما أقلت الأرض مني غير مستنكف ولا مستكبر لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت سبحان ربي العظيم وبحمده (ثلاث مرات) وإن شئت خمس مرات وإن شئت سبع مرات وإن شئت التسع فهو أفضل.
ويكون نظرك في وقت القراءة إلى موضع سجودك وفي الركوع بين رجليك ثم اعتدل حتى يرجع كل عضو منك إلى موضعه وقل: سمع الله لمن حمده بالله أقوم واقعد أهل الكبرياء والعظمة لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ثم كبر واسجد ".
أقول: وفي هذا المقام فوائد (الأولى) ما دل عليه خبر حماد من استحباب التغميض حال الركوع مناف لما دل عليه صحيحا زرارة من استحباب النظر إلى ما بين القدمين، وكلامه (عليه السلام) في كتاب الفقه الرضوي، وربما جمع بينهما بالتخيير وإلى ذلك أشار الشيخ (قدس سره) في النهاية حيث قال: وغمض عينيك فإن لم تفعل فليكن نظرك إلى ما بين رجليك وقال في الذكرى: لا منافاة فإن الناظر إلى ما بين قدميه تقرب صورته من صورة المغمض. وهذا الكلام محتمل لمعنيين (أحدهما) أن اطلاق حماد التغميض على هذه الصورة الشبيهة به مجاز. و (ثانيهما) أن صورة الناظر إلى ما بين قدميه لما كانت شبيهة بصورة المغمض ظن حماد أن الصادق (عليه السلام) كان مغمضا.
وهذان الاحتمالان ذكرهما في كتاب الحبل المتين واستظهر الأول منهما واستبعد الثاني.
(الثانية) - أن صريح خبر حماد أنه (عليه السلام) كبر للسجود قائما وظاهر خبر زرارة كون التكبير حال الهوى للسجود، وأصرح منهما في ذلك ما رواه في الكافي