ردا على المخالفين الذين يستحبون التختم باليسار (1) ومثله الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في مواضع إخفات القراءة فإنه في مقام الرد عليهم كما تقدم ذكره في المسألة المذكورة وأيضا فإنه لا دلالة في الخبر المذكور على أنه بعد السجود أولا ليحصل به الفصل بين السجدتين وتعددهما كما ذكروه قياسا على تعفير الخدين فإن الخبر لا يدل على ذلك كما لا يخفى. وبالجملة فإن فهم ما ذكروه من هذه الرواية في غاية من الخفاء والاشكال إلا أن يكون لهم خبر آخر ولم يوردوه ولم أقف عليه في أخبار السجود، والذي صرحوا به دليلا لهذا الحكم إنما هو هذه الرواية كما في المسالك والمدارك وغيرهما والحال كما ترى.
(الرابعة) - قد دل خبر جميل المروي في كتاب مجالس الشيخ أبي علي على استحباب وضع اليد بعد السجود على محل السجود وإن يمسح بها وجهه وما نالته من بدنه وإن لم يكن به علة ولا مرض لدفع ما عساه يعرض من الأمراض في هذه الأماكن.
وقد روى في كتاب مكارم الأخلاق عن إبراهيم بن عبد الحميد (2) " أن الصادق (عليه السلام) قال لرجل إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر وعلى جبهتك إلى جانب خدك الأيمن ثم قل بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم اللهم اذهب عني الهم والحزن (ثلاثا) " وقال شيخنا المفيد (عطر الله مرقده) في المقنعة: يضع باطن كفه الأيمن موضع سجوده ثم يرقعها فيمسح بها وجهه من قصاص شعر رأسه إلى صدغيه ثم يمرها على باقي وجهه ويمرها على صدره فإن ذلك سنة وفيه شفاء إن شاء الله تعالى، وقد روى عن