مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) " في قول الله عز وجل: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها (2)؟ قال المخافتة ما دون سمعك والجهر أن ترفع صوتك شديدا ".
وما رواه الثقة الجليل علي بن إبراهيم في تفسيره عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) " في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها؟ قال الجهر بها رفع الصوت والتخافت ما لم تسمع بإذنك واقرأ ما بين ذلك ".
وبهذا الاسناد عنه (عليه السلام) (4) قال: " الاجهار رفع الصوت عاليا والمخافتة ما لم تسمع نفسك ".
وروى العياشي في سبب النزول عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (5) " في قوله ولا تجهر بصلاتك.. الآية؟ قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان بمكة جهر بصلاته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك " ونحوه روى الطبرسي عنهما (عليهما السلام) (6).
أقول: وهذه الأخبار وإن كان فيها أيضا نوع اجمال بالنسبة إلى الوسط الذي بين الجهر والاخفات المنهي عنهما إلا أنه قد علم من الأخبار المشار إليها آنفا أن هذا الحد الوسط له فردان: (أحدهما) الجهر في الجهرية دون الحد المنهي عنه. و (ثانيهما) الاخفات في الإخفاتية فوق الحد المنهي عنه، لأن الجهر والاخفات - كما سيأتي إن شاء الله تعالى تحقيقه - حقيقتان متضادتان، وبالجملة فإنك إذا ضممت أخبار المسألة كملا بعضها إلى بعض فإنه لا مندوحة عن التخصيص في كل من الموضعين بما ذكرنا.
قال شيخنا المجلسي (قدس الله روحه) في كتاب البحار في معنى الآية: يحتمل أن يكون الغرض بيان حد الجهر في الصلاة مطلقا أو للإمام، وهذا وجه قريب لتفسير الآية