ونفوذ حكمها ودلالتها في الله هذا هو العجب العجاب وقال قد ثبتت نسبة الكلام إلى الله وقد ثبت أن الذي سمعناه في تركيب هذه الحروف هذا التركيب الخاص والنسبة الخاصة إنه كلام الله فقد حصل فيه هذه الأدوات فجرى عليه حكمها فهل ذلك من جهتنا أو ما هو الأمر إلا كذلك ومن ذلك أسمائي ستور بهائي من الباب 473 لولا الأسماء ما خفنا ولا رجونا ولا هبنا ولا عبدنا ولا سمعنا ولا أطعنا ولا خوطبنا ولا خاطبنا المسمى ولولا الأحكام التي لها وهي الآثار ما علمت الأسماء فهي ستور إليها والجمال على المسمى وقال أحكام الأسماء جمل الأسماء وكساها البهاء والأسماء جملت المسمى وكسته البهاء وبنا تعينت الأسماء فنحن كسوناه صورة البهاء وفيه ظهرت الأسماء فبه قام البهاء فإنه المسمى وقال ما اختلفت أسماء الأسماء إلا لاختلاف معانيها ولولا ذلك ما تميزت لنا فهي عنده واحدة وعندنا كثير ومن ذلك أعين العارفين إلى عليين من الباب 474 قال لا تكون الأعين ناظرة إلا إلى موضع كتابها فمن كان كتابه في عليين فنظرة إلى عليين ومن كان كتابه في سجين فعينه مصروفة إلى سجين فالكتاب بقيده بالخاصية وقال إنما شرع الله قراءة الكتب في الدار الآخرة ليعلم العبد المصطفى قدر ما أنعم الله عليه به والهالك ليعذر من نفسه فيعلم أنه جنى على نفسه وقال لولا شهادة المرء على نفسه بما شهدت به جلوده وجوارحه ما ثبت كتاب ولا كان حكم فالاعتراض شهادة المعترف على نفسه فيما فيه هلاكه وقال النفوس من ذاتها تدفع ما يضرها وتسعى في تحصيل ما ينفعها فكيف شهدت بما فيه هلاكها حين اعترفت وقال ما عذب من اعترف فإن الكرم لا يقتضيه والجوارح رعية ما هي الوالي فشكت بالوالي ومن ذلك الانتهاء إلى سدرة المنتهى من الباب 475 قال السدرة المنتهى عروقها دون السماء وأصلها في السماء وفروعها عليون فتنتهي إليها أعمال العباد الصالحة والطالحة فإذا مات الإنسان وقبضت روحه قرنت بعملها حيث انتهى عمله من السدرة فالذي لا تفتح لهم أبواب السماء عمله في عروق هذه السدرة والذين يفتح لهم أبواب السماء عملهم في موضع ثمر هذه السدرة ولهذا لا يجوع السعيد ولا يعري للورق والثمر اللذين في الفروع والشقي يجوع ويعري لعدم التمر والورق في العروق وعدم الورق علم مدرج في مثال ومن ذلك عوارف آناء الليل في أطراف النهار قال الصباح والمساء أطراف النهار فالمساء ابتداء الليل والصباح انتهاء الليل والنهار ما بين الانتهاء والابتداء والليل ما بين الابتداء والانتهاء والعوارف الإلهية هي ما يعطي الحق في تجليه لعباده فأمرنا بالتسبيح آناء الليل وأطراف النهار وما تعرض لذكر النهار في هذا الحكم لأنه قال إن لك في النهار سبحا طويلا أي فراغا فالنهار لك والليل وأطراف النهار له فإذا كنت له في الليل وأطراف النهار كان لك هو في النهار فعطايا الليل وأطراف النهار جزاء التسبيح وعطايا النهار جزاء الاشتغال والفراع إلى الحق في آناء الليل وأطراف النهار فما ثم من الله للعبد الأجزاء والابتداء للعبد فإن النفس إذا أكلت من كسبها لها إدلال كما إن لها انكسارا في الهبة فلهذا كان الجزاء عاما لأنه على الصورة ولا انكسار ينبغي لها ومن ذلك الدعاء من الوعاء قال لا يكون الوعاء وعاء حتى يكون فيه ما يعي عليه وإذا امتلأ لا يكون فيه غير ما امتلأ به فلهذا يدعو الإنسان فإنه ملآن بما يدعو به فإذا دعا فرغ آنيته فملأها الله بما أجابه به مما دعاه فيه وزيادة فما شرع الدعاء إلا لتفريغ المحل مما ملأه الحق به ولهذا ما ثم إلا من يدعو ويبتهل وقال انظر إلى الكأس إذا كان ملآن بالماء ثم فرغته أو فرغت منه ما فرغت ما يخرج منه شئ في حين خروجه إلا عمر موضعه الهواء فهذه بشرى بسرعة إجابة الله من دعاه ومن ذلك آداب الحق ما نزلت به الشرائع قال لما كان الأمر العظيم يجهل قدره ولا يعلم ويعز الوصول إليه تنزلت الشرائع بآداب التوصل فقبلها أولو الألباب لأن الشريعة لب العقل والحقيقة لب الشريعة فهي كالدهن في اللب الذي يحفظه القشر فاللب يحفظ الدهن والقشر يحفظ اللب كذلك العقل يحفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة فمن ادعى شرعا بغير عقل لم يصح دعواه فإن الله ما كلف إلا من استحكم عقله ما كلف مجنونا ولا صبيا ولا من خرف من الكبر ومن ادعى حقيقة من غير شريعة فدعواه لا يصح ولهذا قال الجنيد علمنا هذا يعني الحقائق التي يجئ بها أهل الله مقيد بالكتاب والسنة أي أنها لا تحصل إلا لمن عمل بكتاب الله وسنة رسوله وذلك هو الشريعة وقال إن الله أدبني فحسن أدبي وما هو إلا ما شرع له فمن تشرع تأدب ومن تأدب وصل ومن ذلك عين القلب في القلب قال خلق
(٤١٩)