وهو الرحمة وبما يسوء وهو فتح العذاب وهو على نوعين فتح عذاب فيه رحمة وفتح عذاب لا يشوبه رحمة إلا عندنا فإنه ما ثم عذاب لا يشوبه رحمة قط فإن الرحمة وسعت كل شئ وأما الميل الطبيعي وهو مثل الألف التي يسمى واو علة وياء علة فهو ميلها إلى جانب الحق مثل قولوا ومثل فيه وأما الهمزة المكسورة في هذا الذكر فهو باعث الحق إلى النزول إلى السماء الدنيا وإلى كل ما يكون لجانب الخلق هذا في باعث الحق وأما إذا كان باعث الخلق فهو إن نظره في نفسه يبعثه على التعمل في تحصيل علمه بربه فلذلك كانت الهمزة مكسورة في النفي وفي كلمة الإثبات والمنفي مكسور أبدا وأما ألف الوصل فهو وصل علم بتمييز مع وجود تشبيه إن لم يكن هناك وجود تشبيه فهي ألف قطع لا ألف وصل وأما اللام فهي جبروتية لأنها من الوسط من رفيع الدرجات والهاء ملكوتية فإنها من الصدر من أول مجرى النفس وهي أصلية في هاتين الكلمتين في المنفي والمثبت وما ثم إلا هويتان هوية خلق وهي المنفية في دعواها ما ليس لها وهوية حق وهي الثابتة فإنها لم تزل فإن العبد من حيث عينه هالك وإذا كان الحق هويته فليس هو ففي كل وجه ما هو هو فتنتفى هوية الحق إذا لبست الخلق ولا تنفي هوية الخلق إذا لبست الحق فعلى كل حال ما ثم إلا حق ثابت غير منفي وأما الكلمات الأربع أداة نفي على منفي وأداة إثبات على ثابت وبقي لمن يضاف العمل هل للأداة أو للذي دخلت عليه فإن كان الحكم لمن دخلت عليه فإنه الذي يطلبها فإنه ما انتفى بها وإنما جاءت الأداة معرفة للسامع بأن الذي دخلت عليه منفي أو ثابت وما عملت الأداة فيمن دخلت عليه إلا تعيين مرتبة العلو أو السفل أو ما بينهما فبالأداة تظهر المراتب وبمن دخلت عليه تتعين الأداة الخاصة من غيرها من الأدوات كما ارتبط وجود الخلق بالحق وارتبط وجود العلم القديم بالمحدث فهذا بعض ما ينتجه لا إله إلا الله من العلم الإلهي وله ستة وثلاثون وجها يعطي كل وجه ما لا يعطيه الوجه الآخر قد ذكرنا هذه الوجوه في باب النفس بفتح الفاء واعلم أنه ما قسمنا الحروف تقسيم من يعقل على طريق التجوز بل ذلك على الحقيقة فإن الحروف عندنا وعند أهل الكشف والايمان حروف اللفظ وحروف الرقم وحروف التخيل أمم من جملة الأمم لصورها أرواح مدبرة فهي حية ناطقة تسبح الله بحمده طائعة ربها فمنها ما يلحق بعالم الجبروت ومنها ما يلحق بعالم الملكوت ومنها ما يلحق بعالم الملك فما الحروف عندنا كما هي عند أهل الحجاب الذين أعماهم الله وجعل على بصرهم غشاوة وهم ينظرون كما قال تعالى وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون فإذا قال العبد لا إله إلا الله كان خلاقا لهذه الكلمات فتسبح خالقها ويحق لها ذلك والحق منزه بالأصالة لا بتنزيه المنزه وقد نسب تعالى الخلق لعبده ووصف نفسه بالأحسن فيه في قوله أحسن الخالقين فيعود تسبيح هذه الكلمة وكل كلمة على قائلها فإذا كان العبد من أهل الكشف لما ذكرناه هو الذي نقل عنه من الرجال إنه قال سبحاني ولا علم لمن كفره بذلك فكن مع القوم حيث كانوا * ولا تكن دونهم فتشقى فإنما القوم أهل كشف * أراهم الله الحق حقا فهم عباد الإله صدقا * رقوا من العلم كل مرقى وقد تقدم في الحروف في هذا الكتاب كلام مختصر شاف في الباب الثاني من هذا الكتاب في صغارها وكبارها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الخامس والستون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله الله أكبر) الله أكبر لا أبغي مفاضلة * فإن افعل تعطيها وتطلبها وقد تصح إذا جاءت عقائدنا * وإنه بوجود العين يذهبها إلا إذا كان بالآيات يطلبنا * فإن افعل تأتي وهي تحجبها وردت السنة بلفظ هذا الذكر ولا سيما في الصلاة والأذان لها والإقامة وعقيب الصلاة المفروضة وعند النوم وفي مواضع كثيرة وجاء بلفظة افعل وهذه لفظة افعل يأتي في الأغلب بطريق المفاضلة وفي أماكن لا تقتضي المفاضلة
(٩٠)