لها وقوع في الوهم وكذا هي مفصلة في الثبوت الإمكاني فإن قوة الخيال ما عندها محال أصلا ولا تعرفه فلها إطلاق التصرف في الواجب الوجود والمحال وكل هذا عندها قابل بالذات إمكان التصور وهذه القوة وإن كان لها هذا الحكم فيمن خلقها فهي مخلوقة وهذا الحكم لها وصف ذاتي نفسي لا يكون لها وجود عين فيمن خلقت فيه إلا ولها هذا الحكم فإنه عين نفسها وما حازها إلا هذا النش ء الإنساني وبها يرتب الإنسان الأعيان الثبوتية في حال عدمها كأنها موجودة وكذلك هي لأن لها وجودا متخيلا في الخيال ولذلك الوجود الخيالي يقول الحق له كن في الوجود العيني فيكون السامع هذا الأمر الإلهي وجودا عينيا يدركه الحس أي يتعلق به في الوجود المحسوس الحس كما تعلق به الخيال في الوجود الخيالي وهنا حارت الألباب هل الموصوف بالوجود المدرك بهذه الإدراكات العين الثابتة انتقلت من حال العدم إلى حال الوجود أو حكمها تعلق تعلقا ظهوريا بعين الوجود الحق تعلق صورة المرئي في المرآة وهي في حال عدمها كما هي ثابتة منعوتة بتلك الصفة فتدرك أعيان الممكنات بعضها بعضا في عين مرآة وجود الحق والأعيان الثابتة على ترتيبها الواقع عندنا في الإدراك هي على ما هي عليه من العدم أو يكون الحق الوجودي ظاهرا في تلك الأعيان وهي له مظاهر فيدرك بعضها بعضا عند ظهور الحق فيها فيقال قد استفادت الوجود وليس إلا ظهور الحق وهو أقرب إلى ما هو الأمر عليه من وجه والآخر أقرب من وجه آخر وهو أن يكون الحق محل ظهور أحكام الممكنات غير أنها في الحكمين معدومة العين ثابتة في حضرة الثبوت ويكشف المكاشف هذين الوجهين وهو الكشف الكامل وبعضهم لا يكشف من ذلك إلا الوجه الواحد كان ما كان فنطق صاحب كل كشف بحسب ما كشف وليس هذا الحكم إلا لأهل هذا الطريق وأما غيرهم فإنهم على قسمين طائفة تقول لا عين لممكن في حال العدم وإنما يكون له عين إذا أوجده الحق وهم الأشاعرة ومن قال بقولهم وطائفة تقول إن لها أعبانا ثبوتية هي التي توجد بعد أن لم تكن وما لا يمكن وجوده كالمحال فلا عين له ثابتة وهم المعتزلة والمحققون من أهل الله يثبتون بثبوت الأشياء أعيانا ثابتة ولها أحكام ثبوتية أيضا بها يظهر كل واحد منها في الوجود على حد ما قلناه من أن تكون مظهرا أو يكون له الحكم في عين الوجود الحق فهذا يعطيه حضرة الخلق والأمر ألا له الخلق والأمر كما له الأمر من قبل ومن بعد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الحضرة البارئية وهي للاسم البارئ) برأ الله عليه خلقه * فلذا كان على صورته فهو يمشي في وجودي دائما * بالذي يعلم من سيرته يدعى صاحبها عبد البارئ فمن أصحابنا من قصرها على كل مخلوق من الأرض العنصري خاصة ما لها سوى ذلك من الخلق وما عدا هذا الخلق المنسوب إلى أرض العنصر فخلق آخر ما هو عين هذا ومن أصحابنا من عمم الأمر في كل مخلوق من أرض الطبيعة فدخل فيه كل صورة طبيعية من جوهر الهيولى إلى كل صورة تظهر فيه فلم يدخل اللوح والقلم والملائكة المهيمة في هذا الخلق وجعل أولئك خلقا آخر والكل خلق في العماء الذي هو نفس الرحمن القابل لصور كل ما سوى الله وقد ورد ذلك في خلق الحق نفسه فردته العقول كلها لعدم فهمها من ذلك وما شعرت بأن كل صاحب مقالة في الله إنه يتصور في نفسه أمرا ما يقول فيه هو الله فيعبده وهو الله لا غيره وما خلقه في ذلك المحل إلا الله فهذا معنى ذلك الخبر واختلفت المقالات باختلاف نظر النظار فيه فكل صاحب نظر ما عبد ولا اعتقد إلا ما أوجده في محله وما وجد في محله وقلبه إلا مخلوق وليس هو إلا له الحق وفي تلك الصورة أعني المقالة تتجلى له وإن كانت العين من حيث ما هي واحدة ولكن هكذا تدركه وهذا معنى قول عليم الأسود حين ضرب بيده الأسطوانة فصارت ذهبا في عين الرائي فلما بهت الرائي عند ذلك قال له عليم يا هذا إن الأعيان لا تنقلب ولكن هكذا تراها لحقيقتك بربك يشير إلى ظهور الحق في صورة كل اعتقاد لكل معتقد وهذا هو الحق المخلوق به في نفس كل ذي عقد من ملك وجان وإنسان مقلد أو صاحب نظر فجاءت الأنبياء في الحق على مقالة واحدة لا تتبدل ولا تتغير بل عين ما أثبته الأول أثبته كل رسول بعده
(٢١١)