ما تتحير فيه فلهذا جاءت كلمة لعل وهي كلمة ترج وكل ترج إلهي فهو واقع فلا بد منه فهذا هو الأمر الذي يحديه في النشأة وأما في الأحكام فمعلوم في العلم الرسمي إلى يوم القيامة فإن الرسول ص لما قرر حكم المجتهد لا يزال حكم الشرع ينزل من الله على قلوب المجتهدين إلى انقضاء الدنيا فقد يحكم اليوم مجتهد في أمر لم يتقدم فيه ذلك الحكم واقتضاه له دليل هذا لمجتهد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي فهذا أمر قد حدث في الحكم إذا تعداه المجتهد أو المقلد له فقد ظلم نفسه فهذا أو أمثاله مما يعطيه هذا الذكر وهذا القدر من الإشارة في هذا الذكر كاف إن شاء الله فإن هذا الذي يعطيه هذا الذكر فيه تفصيل كثير وتمثيل نبهناك على المأخذ فيه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السادس والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) إن الركون إلى الأغيار حرمان * في الدين وهو ركون فيه خسران ناط العذاب به شرع يحققه * ضعفين قلبي وإيمان وإحسان هذا لمن قد رأى في ذاك مصلحة * فكيف من حاله زور وبهتان الله يعلم أني لا أقول به * ولو تقطع أوصال وأركان والله ما كان ذاك الحكم إلا لنا * كالشك والشرك يقضي فيه برهان بأن قائله ذو عصمة وله * على الذي قاله في الله سلطان أنزل الله تعالى في مثل هذا بل في هذا قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة وهي سورة تعدل ربع القرآن إذا قسم أرباعا كما إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إذا قسم أثلاثا كما إن إذا زلزلت تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين اعلم أن هذا الذكر يطلعك كشفا على أعضاء التكليف منك وهي ثمانية أعضاء القلب والسمع والبصر واللسان واليد والبطن والفرج والرجل وما ثم تاسع وهي على عدد الجنات الثمانية فيدخل العبد في عبادته من أي أبواب الجنة شاء وإن شاء من الأبواب كلها في الزمن الواحد الفرد كأبي بكر الصديق رضي الله عنه دخل منها كلها في يوم واحد وكما أنه في كل عضو عمل يخصه فلكل عمل نتيجة تخصه من الكون تسمى كرامة ينتجها حال ذلك العمل تناسب الكرامة العضو المكلف وحال العمل الذي يختص بذلك العضو ويقع في عمل كل عضو تفصيل وله أيضا أعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى منزلا ينتجه مقام ذلك العمل يناسب ذلك المنزل عند الله العضو المكلف وتفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضو يفصل المنازل على اختلافها وقد بينا ذلك كله في كتاب مواقع النجوم لنا وهو كتاب يقوم للطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد ويهديه إلى المعرفة إذا هو ضل وتاه ويعرفه مراتب الأنوار من هذا الذكر المقسمة على الأعضاء التي يهتدى بها وهي نور الهلال والقمر والبدر والكوكب والنار والشمس والسراج والبرق وما يكشف بنور كل واحد من هذه الأنوار من الصفات التي تحصر الأسماء الإلهية والذات كالحياة والعلم والإرادة والقدرة والكلام والسمع والبصر والذات المنعوتة بهذه الصفات فلكل صفة نور من هذه الأنوار ويعرف الموازنات بين الأشياء الموزونة والمناسبات فلا يخفى عليه شئ فإنه نور كله وهو دعاء النبي ص فقال واجعلني نورا وتعرف من هذا الذكر أرباب القوي وهي ثمانية القوي الخمسة الحسية والقوة العاقلة والفكرة والخيالية وما عدا هذه القوي فكالسدنة لهذه الثمانية كما أن هؤلاء الثمانية وإن كانوا أمهات ففيها ما منزلتها من غيرها منزلة السادن ومنزلة الإقليد وما زال التفاضل في الأنواع معلوما وكل ما ذكرناه في مواقع النجوم فإنه بعض ما يعطيه هذا الذكر والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السابع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم الآية) لله قوم وفوا بما له خلقوا * فما مضى طبق إلا بدا طبق
(١٦٩)