في الوجهين إلا بأمر عدمي وهو ترك الأمر والنهي ولا بد لي في كل نفس أن أكون في شأن وذلك الشأن ليس لي فإن الشأن الظاهر في وجودي إنما هو لله وهو قوله كل يوم هو في شأن وفينا تظهر تلك الشؤون وأعياننا أيضا من تلك الشؤون والله شهيد على ما يخلق منا وفينا وقوله إذ تفيضون فيه هو ما جعل فينا من الإرادة الاختيارية في عين الجبر فإنا محل لما يخلق فينا فالمكلف مجبور في اختياره ثم خلق فينا المعنى الذي أوجب حكمه علينا أن نكون به مفيضين في ذلك الشئ المعبر عنه بالشأن وما عرفنا بهذا الشهود منه إلا لنعلم صورة الأمر حتى نكون من أمرنا على بينة من ربنا فإنه ما أمر نبيه ص إلا بطلب الزيادة من العلم فإن العلم بالأمور سبب الحياة المزيلة لموت الجهالة والحياة نعيم فالعالم والناصح نفسه من لا ينسى الله في شؤونه ويكون مراقبا له تعالى عند شهوده فيرى ما يصدر عنه فيه وفي غيره في السماء والأرض والملأ الأعلى والأسفل ثم يرى أنه جميع ما رأى من شؤونه بهوية الحق لا بصفة الحق فرأى هويته تعالى عين صفته فما رآه إلا به هذا أعطته هذه المراقبة وهذا هو حكم الدهر الذي نهينا عن سبه فإن الله هو الدهر ليس غيره خذ من الدهر ما صفا * ودع الدهر يحكم * إنما الدهر ربنا * العلي المقدم حاكم بالذي يرى * مفصح لا يعجم * كلما قال كن لشئ * يكون المكلم فتأدب ولا تقل * أنا بالأمر أعلم * فإلى الله أمرنا * راجع فلتسلموا فهو بالأمر أعلم * وهو للأمر أحكم فقد بان لك الأمر بارتفاع الحجب وعرفت الحجب ومسمى الوفاق والخلاف وعلمت من رأى وبمن رأيت ومن أنت وما هو من طريق الوجود فإنه سبحانه لا يقال فيه إن له ماهية وإن سئل عنه بما فالجواب بصفة التنزيه أو صفة الفعل لا غير ذلك والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثاني والثلاثون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) إن الصلاة لها وقت تعينه * شمس وآثارها فالحكم للشمس فانظر إليها بعين القلب إن شرقت * أو أشرقت لا بعين الحس والنفس فظهرنا لزوال الشمس في فلكي * وعصرنا لانضمام العقل والحس ومغرب لغروب الحق عن نظري * وذلكم لارتفاع الشك واللبس إن الأفول دليل يستدل به * لكي يفرق بين العلم والحدس ثم العشاء إذا ما حمرة ذهبت * ذهاب من أعدم الأشياء بالحس وعند ما انفجرت أنوارها وبدت * كأنها خرجت من ظلمة الرمس وعاد مغربها شرقا بها فزهت * وعاد مطلعها للعرش والكرسي ناجيته في شهود لا انقطاع له * مؤيد بين حصر الجهر والهمس وهذه خمسة في العد حافظة * وليس يحفظ أكواني سوى الخمس قال الله سبحانه وتعالى حافظوا على الصلوات وليست سوى هذه الخمس الموقتة المعينة المكتوبة وكما أن الخمسة تحفظ نفسها وغيرها الذي هو العشرون وهو ثاني عقد العشر من العشرة والعشرة أول العقود وأقل ما يكون العقد بين اثنين فكذلك الصلاة قسمها الحق نصفين نصفا له ونصفا لعبده وجعلها بين تحريم وتحليل فإذا شرع فيها العبد لم يصرف ذاته إلى غيرها من الأعمال بخلاف غيرها من الأعمال المشروعة فحفظت نفسها حتى تسمى صلاة فإن في الصلاة شغلا وحفظت غيرها وهو المصلي ليبقى عليه اسم المصلي وحكمه فلهذا شرعها الله خمسة فعين الوقت فإن قال قائل بالوتر إنه زائد على الخمسة فتكون ستا قلنا فما زاد إلا من يحفظ نفسها وهي الستة وهي أول عدد كامل فما زاد إلا بما يناسب في
(١٧٥)