هو نحن ونحن هو وتارة يقولون لا نحن نحن مخلصون ولا هو هو مخلص ثم صدق الله هؤلاء الخواص في حيرتهم بقوله لأخص خلقه علما ومعرفة وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فنفى عين ما أثبت فما أثبت وما نفى فأين العامة من هذا الخطاب فالعلم بالله حيرة والعلم بالخلق حيرة وقد حجر النظر في ذاته وأطلقه في خلقه فالهداة في النظر في الخلق لأنه الهادي وقد هدى والعمي في النظر في الحق فإنه قد حجر وجعله سبيل الردي وهذا خطاب خاطب به العقلاء ما خاطب به أهل الجمع والوجود فما نظر قط أهل الخصوص في اكتساب علم به ولا بمعلوم وإنما جعل لهم أن يهيئوا محالهم ويطهروا قلوبهم حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده بالفتح فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين لأنهم عاينوا ما وصلوا إليه بالفتح الإلهي والأمر عين ما انفصلوا عنه فما زادهم إلا إيمانا بالحيرة وتسليما لحكمها ومن هذه الحضرة أثبت أن الباطل شئ قذف بالحق عليه فدمغه فإذا الباطل زاهق ولا يزهق إلا ما له عين أو ما تخيل أن له عينا فلا بد له من رتبة وجودية خيالا كانت أو غير خيال قد اعتنى بها على كل حال ثم إنه من أعظم الحيرة في الحق إن الحق له الوجود الصرف فله الثبوت وصور التجلي حق بلا شك وما لها ثبوت وما لها بقاء * لكن لها اللقاء فما لها شقاء ما من صورة ينجلي فيها إلا إذا ذهبت ما لها رجوع ولا تكرار وليس الزهوق سوى عين الذاهب فأين تذهبون فهل في الحق باطل أو ما هو الباطل وما اذهب الصورة إلا قذف الصورة الأخرى وهي تذهب ذهاب أختها فهي من حيث ورودها حق ومن حيث زهوقها باطل فهي الدامغة المدموغة فصدق من نفي رؤية الحق فإن الحق لا يذهب فإنه إن كانت الصور صورنا فما رأينا إلا أنفسنا ونحن ليس بباطل وقد زهقنا بنا فنحن الحق لأن الله بنا قذف علينا فما أتى علينا إلا منا فالله بالحق قاذف والعبد للحكم الإلهي واقف فالعين مني ومنه * لها البقاء والثبوت * من ذا الذي منه يحيى * أو من هو منه يميت ومنه مني يحيي * أو منه مني يموت * قد حرت فيه وفينا * فنحن خرس صموت لا تدعى فيه دعوى * فإنه ما يفوت * أصبحت لله قوتا * وإنه لي قوت فالأمر دور وهذا * علمي به ما بقيت فلا تعتمد على من له الزهوق فإنه ما يحصل بيدك منه شئ ولا تعتمد إلا عليك فإن مرجعك إليك وإلى الله ترجعون كما ترجع الأمور فمن هنا قال من قال من رجال الله أنا الله فأعذروه فإن الإنسان بحكم ما تجلى له ما هو بحكم عينه وما تجلى له غير عينه فسلم واستسلم فالأمر كما شرحته وعلى الله قصد السبيل ولو شاء لهديكم أجمعين (الوكيل حضرة الوكالة) وكيلي من يقول أنا الوكيل * ويدري إنني عنه أقول ولو أني أشاهده بقلبي * لما كان الطلوع ولا الأفول ولكني أشاهده بعيني * لذا وقع التحير والذهول يدعى صاحبها عبد الوكيل بهذا الاسم الإلهي ثبت الملك والملك للخلق فإنا ما وكلناه إلا في التصرف في أمورنا فيما هو لنا لعلمنا بكمال علمه فينا فإنه يعلم منا ما لا نعلمه من نفوسنا وما أعطاه العلم بنا سوانا في حال سوانا في حال ثبوتنا فنحن العلماء الجاهلون وهو العليم الذي لا يجهل ولهذا هو الحليم الذي لا يعجل فيمهل ولا يهمل ونحن نعجل وهو يعلم منا أنا نعجل وما نعجل وإنما هو انتهاء مدة الأجل فالأجل منه قصير المدة ومنه طويلها فكل يجري إلى أجل مسمى إلى ما لا يتناهى جريانا دائما لا ينقضي فالحق كل يوم في شأن ونحن في خلق جديد بين وجود وانقضاء فأحوال تتجدد على عين لا نبعد بأحكام لا تنفد وهي كلمات الله وخلقه ولا تبديل لكلمات الله ولا تبديل لخلق الله وإنما التبديل لله فنحن كلماته وخلقه فهذا الوكيل الحق قد أعلمنا بتصرفه فينا أنه ما زاد شيئا على ما أعطيناه منا لأن الوكيل بحكم موكله فلا يتصرف إلا فيما أذن له فللوكيل الحجة البالغة فإنه لا يزيد على الحد المفوض إليه وما ثم ما يقبل الزيادة فإن قلت للوكيل لم فعلت كذا كشف لك
(٢٨٠)