أسعد الخلق فإنه من إرادته النجاة والبشرى من الله تعالى له بها وإن لم يكن مؤمنا فما وقع المشروط وقع عموم الشرط فافهم واعمل بحسب ما تعلم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السادس والثمانون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) ألا إن الرسول هو الذي قد * حباه الله بالشرف التليد فمن يعص الرسول فقد عصاه * وحيره بتفصيل الوجود فرام به فلم يقدر عليه * لما في الرب من نعت العبيد فلم يعلم به إذ لم يجده * يميزه له حال الشهود فيركب تارة متن اعتراف * ويركب تارة متن الجحود فسبحان المخصص كل حزب * بآلام ولذات المزيد قال الله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله لأنه لا ينطق إلا عن الله بل لا ينطق إلا بالله بل لا ينطق إلا لله منه فإنه صورته وما ورد ومن يعص الرسول فقد عصى الله كما أنزله في الطاعة لأن طاعة المخلوق لله ذاتية وعصيانه بالواسطة فلو أنزل هنا الرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن إلها وهو إله فلا يعصى الا بحجاب وليس الحجاب سوى عين الرسول ونحن اليوم أبعد في المعصية للرسول من أصحابه إلى من دونهم إلينا فنحن ما عصينا إلا أولي أمرنا في وقتنا وهم العلماء منا بما أمر الله به ونهى عنه فنحن أقل مؤاخذة وأعظم أجرا لأن للواحد منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل الصحابة يقول ص للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم فاجعل بالك لكونه لم يقل منكم ثم قال تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فذكر الله تعالى وذكر الرسول وذكرنا أعني أولي الأمر منا وهم الذين قدمهم الله علينا وجعل زمامنا بأيديهم ولم يكن رسول الله ص يقدم في السرايا وغيرها إلا من هو أعلمهم وما كان أعلمهم إلا من كان أكثرهم قرآنا فكان يقدمه على الجيش ويجعله أميرا وما خص الاسم الله من غيره من الأسماء في قوله فقد أطاع الله إذ كان الله هو الاسم الجامع فله معاني جميع الأسماء الإلهية كما هو للتجلي جميع الصور كذلك الخليفة وهو الرسول وأولو الأمر منا لا بد أن يظهروا في جميع الصور التي تحتاج إليها الرعايا فمن بايع الإمام فإنما يبايع الله تعالى ولا تصح المعصية إلا بعد العقد وقد وقع في أخذ الميثاق والعهد في قوله تعالى ألست بربكم ثم ألقمه الحجر الأسود وأمر بتقبيله تذكرة وأخبر بلسان الرسول أن الحجر يمينه فأمر ببيعة محمد ص وقال في الذين يبايعونه إنما يبايعون الله فأنزله منزلته ولم ينزل الحجر منزلته بالذكر فعظم قدر ابن آدم قبل فإن يمين العهد في الحجر * وأين رتبته من رتبة البشر إن المبايع من تعنو الوجوه له * الواحد الأحد القيوم بالصور إن شاء في ملك إن شاء في بشر * إن شاء في شجر إن شاء في حجر فما تقيده ذات ولا عرض * وما له في وجود الكون من أثر بل الوجود هو الحق الصريح فلا * تروه غيرا فيدعوكم إلى الغير هو المؤثر والآثار قائمة * بالحق فيما يراه فيه ذو بصر إن لم يكن هكذا أمر الوجود وما * تضمن الكون من نفع ومن ضرر فما تكون لحق صورة أبدا * ولا تضاف إليه آخر العمر هو المطاع فما تعصى أوامره * والخلق والأمر في الأنثى وفي الذكر بالشمس يظهر ما في البدر من صفة * فأنت شمس وعين الحق في القمر وليس في البدر ما الأبصار تدركه * لكنه هكذا تدركه في النظر فكوننا في وجود الحق مغلطة * فالأمر أغمض بالبرهان والخبر
(١٢٢)