لأهل التهليل من الباب 439 قال لما تنوعت مواطن التهليل ظهر حكم التأويل فلكل تهليل حال ولسان ورجال ومقام وقال التهليل قولك لا إله إلا الله فنفيت وأثبت وقال إن نظرت وتحققت ما نفيت فما هو إلا عين ما أثبت ولولا إن الله يجازي بالقصد ما عظم جزاء التهليل وقال دليل ما ذهبنا إليه قوله وقصي ربك أن لا تعبدوا إلا إياه فانظر هل عبدوا شيئا إلا بعد ما نسبوا إليه الألوهة فما عبدوا إلا الله لا تلك الأعيان الحجة قوله قل سموهم وهو العلم كله ولم يقل انسبوهم فإنه لو قال لهم انسبوهم لنسبوهم إليه بلا شك ومن ذلك الله أكبر ممن أو عمن من الباب 440 قال لولا ما خلق من خلق على صورته ما قال الله أكبر لما في هذه الكلمة من المفاضلة فما جاء أكبر إلا من كونه الأصل فعليه حذى الإنسان الكامل وقال خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس لما نسوا صورتهم فصحت المفاضلة وليس إلا أن السماوات والأرض هما الأصل في وجود الهيكل الإنساني ونفسه الناطقة فالسماوات ما علا والأرض ما سفل فهو منفعل عنهما والفاعل أكبر من المنفعل وما أراد الجرم لقوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون وقال وللرجال عليهن درجة فإن حواء خلقت من آدم وآدم خلق من الأرض فكما إن له درجة على حواء للأرض عليه درجة فهو الأم لحوا وهو ابن للأرض والأرض له أم منها خلقناكم وفيها نعيدكم فرددناه إلى أمه كي تقر عينها لذلك تضغطه عند ما يدفن فيها مثل عناق الأم وضمها ولدها إذا قدم عليها من سفر فهو ضم محبة ومنها نخرجكم تارة أخرى وهو البعث ومن ذلك ما هو لك ما يتملك من الباب 441 قال ما هو لك هو يطلبك فلا تتعب فإن طلبته تعبت وملكك وقال ما هو لك ما هو لك وإنما هو لمن جاء من عنده وقال الله لك والله لا يملك وقال ما أشد حيلة الإنسان ما اقتنع في العلم بالله بما أخبره الله بما هو عليه في نفسه فنظر وتأول عسى يخرج عن الملك بما يملكه في اعتقاده مما أوجده بنظره ليكون هو في المالك فإنه من ملكه مملوكه فما ملكه إلا نفسه لأنه صنعه وخلقه فأحبه والمحبوب مالك فلذلك أقر بالملك صاحب النظر لمن اعتقده فهو المالك المملوك والخالق المخلوق فافهم ومن ذلك من المكرمات تعظيم الحرمات من الباب 442 قال لما عظم الحرم عند بعولتهن صانوهن وغاروا عليهن وهو خير له فإن صحة النسب تصون الأهل عن الريب فلا يدخله ريب فيما ولد على فراشه الولد للفراش وللعاهر الحجر وقال جعل الله الأرض فراشا ومنها خلق آدم على صورته وقد ورد أن الولد سر أبيه وقال لولا هذه الحكمة المطلوبة لاكتفى بالمهاد ولم يذكر الفراش وقال ما خلق الله الألفاظ حين عينها بالذكر سدى فإن ذلك حرف جاء لمعنى وهو ما قلنا ولا يقتصر وقال فيها وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج فأولدها توأمين ولذلك جاء وأنبتت من كل زوج بهيج حين ربت وهو الحمل وألقت الماء فنسب الإنبات إليه وإلى الأرض فقال والله أنبتكم من الأرض نباتا مصدر نبت فما قال إنباتا ونسب الولد لوالده فإن له عليه ولادة بوضعه في الرحم وينسب إلى الأم لأن لها عليه ولادة بخروجه من بطنها فانظر إلى ما أعطاه الفراش وجعل الله بينه وبين خلقه نسبا ولم يكن سوى التقوى من الوقاية ورد اليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون إن أكرمكم عند الله أتقاكم ومن ذلك من اعتنى به صغيرا وضيع كبيرا من الباب 453 قال يحيى آتاه الحكم صبيا ولم يجعل له من قبل سميا وسلط عليه الجبار عدوه فقتله وما حماه الله منه ولا نصره باقتراح بغي على باع وقال أراد بقاه حيا فقتله شهيدا فأبقى حياته عليه فما مات من قتله أعداء الله في سبيل الله فجمع لهم بين الحياتين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وإن كان الموت أشرف فإنه صفة الأشرف إنك ميت وإنهم ميتون فالأكابر لا يتميزون بخرق العوائد فهم مع الناس عموما في جميع أحوالهم بظواهرهم وقال الاعتناء بالصغير رحمة به لضعفه فإذا كبر وكل إلى نفسه فإن بقي في كبره على أصله من الضعف صحبته الرحمة وإن تكبر عن أصله وادعى القوة المجعولة فيه بعد ضعفه أضاعه الله في كبره برد الضعف إليه فاستقذره وليه وتمنى مفارقته وفي ضعف صغره كان يشتهي حياته ويرغب في تقبيله ولا يستقذره ومن ذلك لا تضيع الأجور عند أهل الدثور من الباب 454 قال يجبر الحاكم صاحب الوفر على إعطاء ما تعين عليه من الحق لغيره ألا ترى إلى من جحد شيئا من الزكاة ثم عثر عليه المصدق أخذ منه ما جحد وشطر
(٤١٥)