هو كبير العالم وأما ما ذكرناه من علم الأوامر والنواهي الإلهية فنوردها إن شاء الله في الباب الأخير من هذا الكتاب وبه ختمنا الكتاب وهو باب الوصية فانظر إلى ما يعطيك هذا الهجير من الفوائد وما ذكرت لك ما نتيجة هذه الهجيرات إلا ليكون ذلك باعثا لك على طلب الأنفس وإلا وجه والأولى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثامن والسبعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) الرزق يأتي به الرزاق ليس له * اسم سواه ولا عين ولا أثر ولا تقولن في الوهاب إن له * حكما عليه فهذا ليس يعتبر فإنه واجب والوهب ليس له * حكم الوجوب وفيه العبد يختبر بقية الله خير لكم ما أحل لك تناوله من الشئ الذي يقوم به أودك لتقوم به في طاعة ربك وإنما سماه بقية لأنه بالأصالة خلق لك ما في الأرض جميعا فكنت مطلق التصريف في ذلك تأخذ ما تريد وتترك ما تريد ثم في ثاني حال حجر عليك بعض ما كان أطلق فيه تصرفك وأبقى لك من ذلك ما شاء أن يبقيه لك فذلك بقية الله وإنما جعلها خيرا لك لأنه علم من بعض عباده أن نفوسهم تعمي عن هذه البقية بما يعطيهم الأصل فيتصرفون بحكم الأصل فقال لهم البقية التي أبقى الله خير لكم إن كنتم مؤمنين أي مصدقين بأني خلقت لكم ما في الأرض جميعا فإن صدقتموني في هذا صدقتموني فيما أبقيت لكم من ذلكم وإن فصلتم بين الأمرين فآمنتم ببعض وكفرتم ببعض لم تكونوا مؤمنين ثم إنكم لن تنالوا من ذلك مع جمعكم إياه وانكبابكم عليه إلا ما قدرته لكم وخسرتموني وسواء عليكم تعرضتم لتحصيل ما ضمنته لكم أو أعرضتم عنه لا بد لي أن أوصله إليكم فإني أطلبكم به كما أطلبكم بآجالكم وما ذلك من كرامتكم علي ولا من إهانتكم فإني أرزق البر والفاجر والمكلف وغير المكلف وأميت البر والفاجر والمكلف وغير المكلف وإنما عنايتي إن أوصل إليك من البقية لا من غيرها في مثل هذا تظهر عنايتي بالشخص الموصل إليه ذلك فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها كما ألن تموت نفس حتى يأتيها أجلها المسمى وسواء كان الرزق قليلا أو كثيرا وليس رزقك إلا ما تقوم به نشأتك وتدوم به قوتك وحياتك ليس رزقك ما جمعت وادخرت فقد يكون ذلك لك ولغيرك لكن حسابه عليك إذا كنت جامعه وكاسبه فلا تكسب إلا ما يقوتك ويقوت من كلفك الله السعي عليه لا غير وما زاد على ذلك مما فتحت به عليك فأوصله إنعاما منك إلى من شئت ممن تعلم منه أنه يستعمله في طاعتي فإن جهلت فأوصله فإنك لن تخيب من فائدته من كونك منعما بما سميته ملكا لك فأنت فيه كرب النعمة وليس غيري فأنت نائبي والنائب بصورة من استخلفه وقدر زقت النبات والحيوان والطائع والعاصي فكن أنت كذلك وتحرى الطائع جهد استطاعتك فإن ذلك أوفر لحظك وأعلى وفي حقك أولى وأثنى واعلم أنه كما خلقت لك ما تحيي به ذاتك وتنعم به نفسك اعتناء بك فقد خلقت لك أيضا ما إذا تصرفت فيه أحييت به أسمائي ونعمت به نفوسهم وتكون أنت الآتي بذلك إليهم كما أنا الآتي برزقك إليك حيث كنت وكان رزقك فإني أعلم موضعك ومقرك وأعلم عين رزقك وأنت لا تعلمه حتى تأكله أو أعلمك به على التعيين فإذا تغذيت به وسرى في ذاتك حينئذ تعلم أنه رزقك كذلك علمتك فعلمت ما تستحقه الأسماء الحسنى من الرزق الذي تقوم به حياتها ونشأتها وأعطيتك علم ذلك وعينه وجعلتك الآتي به إليهم وكما طلبت منك الشكر على ما جئتك به من الرزق كذلك تطلب أنت الشكر على ما أتيت به من أسمائي وإذا شكرتك أسمائي فإنا شكرتك فسعدت سعادة لم يسعد مثلها إلا من عمل مثل هذا العمل وأسمائي لا بد أن يصل إليها ذلك من العالم ولكن لا يشكر أسمائي إلا من قصدها بذلك اعتناء منه بجانبها لا من جاء بها غافلا عنها إن ذلك لها هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون لا والله كما لا يستوي الذين اجترحوا السيئات بالذين آمنوا وعملوا الصالحات في محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون أي ساء من يحكم بذلك ثم أفصل وأقول قول لقمان لابنه فتكن في صخرة أي عند ذي قلب قاس لا شفقة له على خلق الله قال تعالى ثم قست
(١١٤)