خلقه لأنه في الخلق يشهده فينظر ما يقتضيه ذلك الأثر في ذلك الخلق المعين فيزنه بالميزان الموضوع ويكون معه بحسب ما يعطيه ميزان الحق فينظر أي اسم إلهي يكون له الحكم في ذلك الأمر الموزون فيتوجه إليه باسم إلهي يكون عليه هذا المراقب الذي هو العبد كان ما كان من الأسماء الإلهية فإن كان يقتضي ما لا يوافق غرضه ولا يلائم مزاجه ولا يحمده شرعه سأل رفع ذلك الحكم منه إن كان نظره شرعا بالتوبة والمغفرة وإن كان ذا غرض سأل الموافقة وإن كان ممن يقول بالملايمة سأل الأصلح والأولى طبعا فهو بحسب ما يكون عليه في حاله فمن ملك الرقبى فقد ملك الكلاء * ومن ملك الكل يصح له الجزء فلا تعم عن إدراك كل مراقب * فقد بانت الأسرار إذ أخرج الخبء فإن الرقيب الحق في كل حالة * لديه قبول الحال إن شاء والدرء فمن راقب الحق الرقيب بعينه * فذاك الرقيب الحق والمثل والكفء فللخلق أحكام إذا هي حققت * يكون له منها الإعادة والبدء ويظهر في الحق الذي قلت مثل ما * يضاف إلى المخلوق في كونه النشء دليلي حدوث الصور في كل ناظر * إليه وما في كل ما قلته هزء (حضرة الإجابة) كن مجيبا إذا الإله دعاكا * وسميعا لما دعاك مطيعا واحفظ السر لا تكن يا وليي * للذي حصكم بذاك مذيعا فإذا ما دعاك في حق شخص * كن مجيبا لما دعاك سميعا لا تكن كالذي أتاه حريصا * فإذا ما استفاد كان مضيعا كل من ضاعت الأمور لديه * إنه قد أتى حديثا شنيعا يدعى صاحبها عبد المجيب وتسمى حضرة الانفعال فإن صاحب هذه الحضرة أبدا لا يزال منفعلا وهو قولهم في المقولات أن ينفعل وهذا حكم ما يثبت عقلا وإنما يثبت شرعا فلا يقبل إلا بصفة الايمان وبنوره يظهر وبعينه يدرك قال تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب يعني منكم ولا أقرب من نسبة الانفعال فإن الخلق منفعل بالذات والحق منفعل هنا عن منفعل فإنه مجيب عن سؤال ودعاء أجيب دعوة الداعي وهو الموجب للإجابة إذا دعاني فليستجيبوا لي إذا دعوتهم وما دعاهم إليه إلا بلسان الشرع فما دعاهم إلا بهم فإنه تلبس بالرسول فقال من أطاع الرسول فقد أطاع الله فقرر أنه ما جاء منه إلا به فما فارقه ولا شاهد الخلق المبعوث إليهم إلا الرسول فظاهره خلق وباطنه حق كما قال في البيعة إنما يبايعون الله وما في الكون إلا فاعل ومنفعل فالفاعل حق وهو قوله والله خلقكم وما تعملون والفاعل خلق وهو قوله فنعم أجر العاملين واعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير والمنفعل خلق وهو معلوم وخلق في حق وهو الإجابة وحق في خلق وهو ما انطوت عليه العقائد في الله من أنه كذا وكذا وخلق في خلق وهو ما تفعله الهمم في المخلوقات من حركات وسكون واجتماع وافتراق ثم اعلم أن الإجابة على نوعين إجابة امتثال وهي إجابة الخلق لما دعاه إليه الحق وإجابة امتنان وهي إجابة الحق لما دعاه إليه الخلق فإجابة الخلق معقولة وإجابة الحق منقولة لكونه تعالى أخبر بها عن نفسه وأما اتصافه بالقرب في الإجابة فهو اتصافه بأنه أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد فشبه قربه من عبده قرب الإنسان من نفسه إذا دعا نفسه لأمر ما تفعله فتفعله فما بين الدعاء والإجابة الذي هو السماع زمان بل زمان الدعاء زمان الإجابة فقرب الحق من إجابة عبده قرب العبد من إجابة نفسه إذا دعاها ثم ما يدعوها إليه يشبه في الحال ما يدعو العبد ربه إليه في حاجة مخصوصة فقد يفعل له ذلك وقد لا يفعل كذلك دعاء العبد نفسه إلى أمر ما قد تفعل ذلك الأمر الذي دعاها إليه وقد لا تفعل لأمر عارض يعرض له وإنما وقع هذا الشبه لكونه مخلوقا على الصورة وهو أنه وصف نفسه في أشياء بالتردد وهذا معنى التوقف في الإجابة فيما دعا الحق نفسه إليه فيما يفعله في هذا العبد وقد ثبت هذا في قبضه نسمة
(٢٥٥)