عليه من الله مع صاحبه من الأسماء الإلهية فيتعين عليه في كل نفس خمسة حقوق يطالب بالقيام بها حق الوارد عليه وحق صاحبه وحق المسافر عنه في تسفيره وحق صاحبه والحق الخامس حق الله تعالى وهو صاحبه الملازم له في سفره فإنه الصاحب في السفر كما هو الخليفة في الأهل فما خلق الله أتعب خاطر ولا قلب من أهل الكشف والحضور العارفين بالله من أهل الله أهل الشهود لهذه الأمور فيتخيل من لا معرفة له بالأمور أن العارف في راحة لا والله بل هو أشد عذابا من كل أحد فإنه لا يزال في كل نفس يطلب نفسه مطلوبا من أجل ما أشهده الله ما أشهده بأداء هذه الخمسة الحقوق ولولا أن الله يعفوا عن كثير برحمته التي وسعت كل شئ وإن من رحمة الله أعطى الله هذا العبد من الاتساع وكثرة الوزعة والخدام ما يستعين بهم على أداء هذه الحقوق ما قدر الإنسان على أداء شئ منها ولا يطالب بهذه الحقوق كلها إلا من أشهده الله عين ما ذكرناه كما قال إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد كما يعين في الإنسان الواحد في إنزال القرآن أنه بلاغ من وجه وانذار من وجه وإعلام بتوحيد من وجه وتذكرة لما نسيه من وجه والمخاطب بهذا كله واحد العين وهو الإنسان قال تعالى هذا بلاغ للناس فهو بلاغ له من كونه من الناس ولينذروا به من كونه على قدم غرور وخطر فيحذروا وليعلموا أنما هو إله واحد أي يفعل ما يريد ما ثم آخر يرده عن إرادته فيك ويصده وليتذكر أولو الألباب بما أشهدهم به على نفسه أنه ربه ليقوم بما يجب على المملوك من حق سيده الذي أقر له بالملك ولهذا العبد إذا اشتراه الإنسان من غيره فمن شرطه أن يقر العبد لبايعه بالملك ولا يسمع مجرد دعواه في أنه مالك له ولا يقوم على العبد حجة بقول سيده ما لم يعترف هو بالملك له ويغفل عن هذا القدر كثير من الناس فإن الأصل الحرية واستصحاب الأصل مرعي وبعد الاعتراف بالملك صار الاسترقاق في هذه الرقبة أصلا يستصحب حتى يثبت الحرية إن ادعاها هكذا هو الأمر قال تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي فثبت الاسترقاق لله عليهم فطولبوا بالوفاء بحق العبودية لهذا الإقرار فهو قوله وليتذكر أولوا الألباب فإن التذكر لا يكون إلا عن علم متقدم منسي فيذكره من يعلم ذلك فالله مع الخلق هو الصاحب المجهول لغيبتهم عن شهود هذه الصحبة فلا يطالبون بحق ما يختص به والذي يشهده إيمانا أو عيانا يطالب بذلك فالعالم المحجوب للغيبة يخاف من المعاصي والعارف للشهود يخاف من الكفر وهو الستر يقول سدل الحجاب بعد الكشف نسأل الله عصمة واقية وهي الشهود الدائم فإنه مباح له جميع ما يتصرف فيه من هذا حاله فإنه إذا كان العبد المذنب في عقب ذنبه يعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب علم إيمان وقد أبيح له ورفع الحجر عنه في تصرفه فما ظنك بصاحب الشهود الذي يرى من يفعل به وفيه وما ينفعل وصدور الأعيان من حضرة من تصدر فافهم وتأمل ترشد وقل رب زدني علما فإني ما ترجمت لك إلا عن شرع مستقر ودين كالصباح الأبلج لا ريب فيه هدى للمتقين والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الخليفة حضرة الخلافة) إن الخلافة سر الله في البشر * لذا تحملت ما فيها من الضرر أنا الخليفة ما عندي سوى نفسي * فلا أخاف ولا أخشى من الغير خليفة الحق في الأكوان من ظهرا * بصورة الحق ملكا كان أو بشرا فكان من قد أتى نص الكتاب به * ابنا وجدا وهذا كله ذكرا وكان يجهل في الأعيان رتبته * وكان حقا ولم يلحق به غيرا فلو تراه وقد خرت ملائكة * لذاته سجدا لقلت ذا سحرا ومن أبي نزلت في الحال رتبته * ولم يزل خاسئا مثل الذي كفرا يدعى صاحبها عبد الخليفة قال رسول الله ص في دعائه ربه في سفره أنت الصاحب في السفر وقد مضى فيه القول والخليفة في الأهل فسماه خليفة لما استخلفه أي بين أنه الخليفة أي الذي يخلف المسافر في أهلة فهو خليفة
(٢٦٨)