للاعتقادات كلها فيه فيخاف إن يكون هذا القدر الذي اعتقده واحد مثل كل ذي اعتقاد في الرب فيتخيل أنه مع الرب وهو مع ربه لا مع الرب مع كونه بهذه المثابة في تسريحه وعدم تقييده وقوله به في كل صورة اعتقاد وإيمانه بذلك فلا يزال خائفا حتى يأتيه البشرى في الحياة الدنيا بأن الأمر كما قال فهذا حد إطلاق العبد في الاعتقاد ولو لم يكن الحق له هذا السريان في الاعتقادات لكان بمعزل ولصدق القائلون بكثرة الأرباب وقد قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه في كل معتقد إذ هو عين كل معتقد ثم نصب الله لهذا العارف دليلا من نفسه بتحولة في نفسه في كل صورة وقبوله في ذاته عند إنشاء كل صورة ينشئها هذا المعتقد في قوله تعالى في أي صورة ما شاء ركبك نظر إشارة لا تفسير فلولا قبولك عند تسويتك وتعديلك لكل صورة ما ثبت قوله في أي صورة ما شاء ركبك وقد صح وثبت هذا القول فعلمنا إن له التجلي في صور الاعتقادات فلا ينكر فكل من لم يعرف الله بهذه المعرفة فإنه يعبد ربا مقيدا منعزلا عن أرباب كثيرة إذا اتصف نفسه لم يدر أي رب هو الرب الحقيقي في نفس الأمر من هؤلاء الأرباب الذي في نفس كل معتقد ونهى النفس في هذا الذكر عن الهوى هو النهي عن تقييده بمعتقد خاص عن معتقد فإنه عابد هوى ثم تمم الذكر في حق العارف الذي خاف مقام ربه كما قلنا ونهى النفس عن الهوى كما شرحنا فإن الجنة هي المأوى يقول مقامه ستر هذا العلم بالله الذي حصل له فإنه مهما ظهر عليه كل صاحب اعتقاد مقيد أنكره عليه وجهله إن كان ذا نظر وربما كفره إن كان ذا إيمان فلا يعرف من خاف مقام ربه إلا من خاف مقام ربه غيره فلا يعرفه فكن في أمان أن يقول بقولكم * شخيص له في ربه الحصر والقيد فمن يعتقد في الله ما قد شرحته * فذاك هو المكر الإلهي والكيد وكيف يرى التقييد من هو مطلق له البدء فيما شاءه الحق والعود فاطلاق العبد قبوله لكل صورة يشاء الحق أن يظهره فيها فما ظنك بخالقه الذي له المشيئة فيه وهو سبحانه في تحوله في الصور لذاته غير مشئ لذلك فإن المشيئة متعلقها العدم وهو الوجود فلا يكون مشاء لمشيئته بل لم يزل في نفسه كما تجلى لعبده فمشيئته إنما تعلقت بعبده أن يراه في تلك الصورة التي شاء الحق أن يراه فيها فإذا رآها العبد التبس بها وركبه الحق فيها وهو قوله من باب الإشارة في أي صورة من صور التجلي ما شاء ركبك هذا في باب المعارف والاعتقادات وفي باب الخلق في أي صورة من صور الأكوان ما شاء ركبك فخف مقام الرب إن أضفته * ولا تخف منه إذا عرفته فلا يخاف الرب غير مقيد * أطلقته إن شئت أو أضفته فإنه عين الذي تشهده * فكن به الموصوف إن وصفته لا نقتصر على الذي أشهدته * ولا تزد في الكشف إن كشفته فكن به ولا تكن أيضا به * فذا هو الإنصاف إن أنصفته والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل إن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) ولو أن البحار لنا مداد * وأشجار المهاد لنا يراع وجاء صريفها في اللوح يسعى * وحركنا لذلكم السماع لما نفدت له كلمات ربي * وساوى القاع في المجد اليفاع قال الله عز وجل ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وقال تعالى وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ليست كلمات الله سوى صور الممكنات وهي لا تتناهى وما لا يتناهى لا ينفد ولا يحصره الوجود فمن حيث ثبوته لا ينفد فإن خزانة الثبوت لا تعطي الحصر فإنه ليس لاتساعها غاية تدرك فكلما انتهيت في
(١٦٦)