فيختلف التقليب والعين واحد * على مثل هذا كل عبد يثابر (الباب السابع عشر وأربعمائة في معرفة منازلة من أجره على الله) أن الرسالة أجرها متحقق * لكن على الله الذي يستخدمه هذا هو العدل الذي قامت به * أعيان كون لم يزل يستلزمه العفو والصلح الجميل يزيل ما * قد كان من حق على من يحكمه العفو إن خصصته نزر وعفو * الله كنز عند من يستفهمه قال الله تعالى فمن عفا وأصلح فأجره على الله وقال عز وجل ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وأخبر الله في كتابه عن كل رسول من رسله ع أنه قال لأمته وما أسألكم عليه من أجر فيما بلغه عن الله إليهم إن أجري إلا على الله فإنه تعالى هو الذي استخدمه في التبليغ فاعلم إن الله تعالى له المنة على عباده بأن هداهم للإيمان برسله فوجب عليهم شكر الله وحلاوة الرسول فيضمنها الله عنهم بأن جعل أجر رسوله ص وضم في ذلك الأجر ما يجب على المؤمنين من الحلاوة له لما هداهم الله به فأنزله ص منزلة من له تضاعف الأجر أجر التبليغ وأجر ما قام فيه الحق خليفة عن المؤمنين إذ هو الوكيل تعالى عن أمره إيانا بقوله فاتخذه وكيلا من غير أن ينقص مما هو للمؤمنين شيئا من نعيمهم فاعلم أن أجر التبليغ على قدر ما ناله في البلاغ من المشقة من المخالفين له من أمته التي بعث إليها ولما قاساه ولا يعلم قدر ذلك من كل رسول إلا الله ولا يتعين وأما الذي يعطيه مما كان ينبغي أن يقابله به المؤمنون فهو على نوعين النوع الواحد على قدر معرفتهم بمنزلته ممن أرسله إليهم وهو الله فإن الله تعالى فضل بعضهم على بعض والنوع الثاني على قدر ما جاء به في رسالته مما هو بشرى لصاحب تلك الصفة التي من قامت به كان سعيدا عند الله فما كان ينبغي أن يقابله به ذلك الرجل هو الذي يعطيه الحق فإن ساوى حال المؤمن قدر الرسالة كان وإن قصر حاله عما تقتضيه تلك الرسالة من التعظيم فإن الله بكرمه لا ينظر إلى جهل الجاهل بعظيم قدرها فيوفيه الحق تعالى على قدر علمه فيها ولا نشك أن الله قد جعل المفاضلة في كل شئ والعالي والأعلى وإن كان الايمان بالله وبرسوله وبما جاء به عاليا فإنه يتفاضل بتفاضل شعبه وأبوا به فإن الايمان بضع وسبعون شعبة وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله وما بينهما فمن جمع شعب الايمان كلها فجزاء الرسول من الله عن هذا الشخص الجامع على قدر منازلها عند الله العالم بالعالي منها وبالأعلى فانظر ما للرسول ع من الأجور فاجر التبليغ أجر استحقاق فإن رسول الله ص يقول إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله وأما من سأل من الصحابة عن أمر ما من الأمور مما لم ينزل فيه قرآن فنزل فيه قرآن من أجل سؤاله فإن للرسول على ذلك السائل أجر استحقاق ينوب الله عنه فيه زائدا على الأجر الذي له من الله وأما من رد رسالته من أمته التي بعث إليها فإن له عند الله أيضا أجر المصيبة وللمصاب فيما يحب أجر فأجره على الله أيضا على عدد من رد ذلك من أمته بلغوا ما بلغوا وله من أجر المصاب أجر مصائب العصاة فإنه نوع من أنواع الرزايا في حقه فإنه ما جاء بأمر يطلب العمل به إلا والذي يترك العمل به قد عصى فللرسول أجر المصيبة والرزية وهذا كله على الله الوفاء به لكل رسول (النوع الثاني) ممن أجره على الله وهو المهاجر يموت قبل وصوله إلى المنزل الذي هاجر إليه فإن أجره على الله على قدر الباعث الذي بعثه على الهجرة والناس في ذلك متفاضلون ثم إن الله ينوب عن رسوله فيما يعطيه من الأجر فإنه خرج مهاجرا إلى الله ورسوله ثم إن له أجر الفوت بالموت الذي أدركه وذلك من الله فإنه الذي رزأه وحال بينه وبين الوصول إلى مهاجره فالدية عليه فإن كان هذا الذي يموت عالما عاقلا فأعظم من لقاء الله ورؤيته فما يكون وقد حصل له ذلك بالموت فهو أفضل في حقه من أنه يعيش حتى يصل فإنه لا يدري ما دام في الحياة الدنيا ما يتقلب عليه من الأحوال فإنه في محل خطر سريع التبديل وص عن رسول الله ص في هذا الباب ما خرجه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله ص
(٢٣)