نائمين فما برحوا في رؤيا فما برحوا في أنفسهم من هذا التنوع وما برح ما يدركونه في أعينهم من التنوع فلم يزل الأمر كذلك ولا يزال الأمر في الحياة الدنيا وفي الآخرة هكذا كما أوردناه وذكرناه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الخامس عشر وأربعمائة في معرفة منازلة من دعاني فقد أدى حق عبوديته ومن أنصف نفسه فقد أنصفني) إذا ما دعوت الله من غير أمره * فلست له عبد أو ما أنصف العبد وأصبحت عبدا للحظوظ وما لنا * وفاء ولا عهد وقد ثبت العهد ولولا قيام العبد في عهد ربه * لما صح أوفوا بالعقود ولا وعد وليس سوى التكليف قربا مخصصا * يعينه أمر ويثبته عقد وقامت حقوق الحق من كل جانب * علينا ولولا القرب ما عرف البعد فمن أنصف الأكوان أنصف ربه * وكان له في ذات خالقه الخلد وصح له مجد تليد وطارف * وكان له بين الملائكة الحمد إلا إنما العبد الذي لم يزل به * يموت ويحيا والوقوف له حد وما كلف الرحمن نفسا سوى الذي * تقوم به فاجهد فقد ينفع الجهد فمن قام بالرحمن كان له الجد * ومن قام للرحمن كان له الجد وخصص بالآيات في عين نفسه * وآفاقه فاحمد بما حمد الحمد قال الله تعالى ادعوني أستجب لكم وقال إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فوصفهم بأنهم لا يخرجون عن العبودية وأن الذلة حقيقتهم وهو قوله داخرين فمن لم يرد أن يكون عبدا لي كما هو في نفس الأمر فإنه سيكون عبد الطبيعة التي هي جهنم ويذل تحت سلطانها كما هو ليس هو في نفس الأمر فترك العلم واتصف بالجهل فلو علم لكان عبدا لي وما دعا غيري كما هو في نفس الأمر عبد لي أحب أم كره وجهل أو علم وإذا كان عبدا لي بدعائه إياي ولم يتكبر في نفسه أن يكون عبد إلى عند نفسه أعطيته التصريف في الطبيعة فكان سيدا لها وعليها ومصرفا لها ومتصرفا فيها وكانت أمته فانظر ما فاته من العز والسلطان من استكبر عن عبادتي ولم يدعني في السراء وكشف الضر تعبدته الأسباب فكان من الجاهلين ومما يؤيد أن الحق عين قوى العبد فالتصريف له لأن العبد لا تصرفه إلا قواه ولا يصرفه إلا الحق فقواه عين الحق دليلنا ما قالته الرسل سلام الله عليهم في ذلك فأخبر محمد ص عن الله أنه قال كنت سمعه وبصره ويده يعني العبد إذا تقرب إليه بالنوافل حتى يحبه وذكر قواه التي تصرفه ونزل في القرآن تصديق هذا القول وهو قوله والله خلقكم وما تعملون والعمل ليس لجسم الإنسان بما هو جسم وإنما العمل فيه لقواه وقد أخبر أن العمل الذي يظهر من الإنسان المضاف إليه أنه لله خلق فالحق قواه وأما موسى فأخذ العالم في ماهية الحق لما دعا فرعون إلى الله رب العالمين فقال له فرعون وما رب العالمين يسأله عن الماهية فقال له موسى ع رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين يقول إن استقر في قلوبكم ما يعطيه الدليل والنظر الصحيح من الدال فأخذ موسى ع العالم في التعريف بماهية الحق والرسل عندنا أعلم الخلق بالله فقال فرعون وقد علم إن الحق مع موسى فيما أجابه به إلا أنه أوهم الحاضرين واستخفهم لأن السؤال منه إنما وقع بما طابقه الحق وهو قوله وما رب العالمين فما سأله إلا بذكر العالمين فطابق الجواب السؤال فقال فرعون لقومه ألا تستمعون أسأله عن الماهية فيجيبني بالأمور الإضافية فغالطهم وهو ما سأل إلا عن الرب المضاف فقال له موسى ربكم ورب آبائكم الأولين فخصص الإضافة لدعوى فرعون في قومه إنه ربهم الأعلى فقال فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون أي قد ستر عنه عقله لأن العاقل لا يسأل عن ماهية شئ فيجيب بمثل هذا الجواب فقال له موسى لقرينة حال اقتضاها المجلس ما قال إبراهيم ع لنمرود رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ولو لم يقل هنا
(٢٠)