كلها عودها على أقرب مذكور إذا عريت عن قرائن الأحوال وقوله في تمام الهجير وأولئك هم الخاسرون لهذا الكشف لأنهم رأوا ما كانوا يتخيلون فيه أنه إليهم ليس إليهم فخسروا رأس المال ولا أعظم خسرانا منه فما كان من الله إليهم بعد هذا من الإنعام فإنما هو من الاسم الوهاب المعطي لينعم فما لهم في نظرهم عطاء جزاء لعامل فهذا وأمثاله هو الذي يعطي هذا الذكر لمن كثر دؤوبه عليه (الباب السادس والتسعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله وما قدروا الله حق قدره) ما قدر الله غيره أبدا * وليس غير فكلهم قدرا ما حق قدر الآلة عندي سوى * بأنه الله فاعرف الصورا لو يعرف الخلق ما أفوه به * في حق قدر الآلة ما اعتبرا لو عبروا عن وجود ذاتهم * ما عرفوا الحق لا ولا البشرا قال الله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون قدر الأمر موازنته لمقداره وهذا لا يعلم من الأمر حتى يكون له ما يعادله في ذاته فيكون ذلك المعادل مقدارا له لأنه يزنه فأثبت هذا الذكر لله قدرا لكنه مجهول عند أصحاب هذا الضمير ولا يعرف قدر الحق إلا من عرف الإنسان الكامل الذي خلقه الله على صورته وهي الخلافة ثم وصف الحق في الصورة الظاهرة نفسه باليدين والرجلين والأعين وشبه ذلك مما وردت به الأخبار مما يقتضيه الدليل العقلي من تنزيه حكم الظاهر من ذلك في المحدثات عن جناب الله فحق قدره إضافة ما أضافه إلى نفسه مما ينكر الدليل إضافته إليه تعالى إذ لو انفرد دون الشرع لم يضف شيئا من ذلك إليه فمن أضاف مثل هذا إليه عقلا فذلك هو الذي ما قدر الله حق قدره وما قال أخطأ المضيف ومن أضافه شرعا وشهودا وكان على بينة من ربه فذلك الذي قدر الله حق قدره فالإنسان الكامل الذي هو الخليفة قدر الحق ظاهرا وباطنا صورة ومنزلة ومعنى فمن كل شئ في الوجود زوجان لأن الإنسان الكامل والعالم بالإنسان الكامل على صورة الحق والزوجان الذكر والأنثى ففاعل و منفعل فيه فالحق الفاعل والعالم منفعل فيه لأنه محل ظهور الانفعال بما يتناوب عليه من صور الأكوان من حركة وسكون واجتماع وافتراق ومن صور الألوان والصفات والنسب فالعالم قدر الحق وجودا وأما في الثبوت فهو أظهر لحكم الأزل الذي هو للممكنات في ثبوتها لأن الإمكان للممكن نعت ذاتي نفسي ولم يزل الممكن ممكنا في حال عدمه ووجوده فبقاء ما بقي منه في العدم وما بقي إلا بالمرجح فهو الذي أبقاه لما فيه من قبول الوجود كما هو ممكن مرجح في حال الوجود بالوجود لقبوله العدم بإمساك شرطه المصحح لبقائه فكما سبح الله نفسه عن التشبيه سبح الممكن نفسه عن التنزيه لما في التشبيه والتنزيه من الحد فهم بين مدخل ومخرج وما ظفر بالأمر على ما هو عليه إلا من جمع بينهما فقال بالتنزيه من وجه عقلا وشرعا وقال بالتشبيه من وجه شرعا لا عقلا والشهود يقضي بما جاءت به الرسل إلى أممها في الله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فكل واصف فإنما هو واقف مع نعت مخصوص فينزه الله نفسه عن ذلك النعت من حيث تخصيصه لا من حيث إنه له فإن له أحدية المجموع لا أحدية كل واحد من المجموع والواصف إنما يصفه بأحدية كل واحد من المجموع فهو المخاطب أعني من نعته بذلك بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وأما تسبيح الخلق له بقوله تعالى تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وشبه ذلك مما ورد من الآيات والتعريف الإلهي فإنما يسبح الله عن عقد غيره فيه لأن نظر كل مسبح فيه نظر جزئي فالذي يثبت له واحد هو عين ما ينفيه عنه الآخر وكل واحد منهما مسبح بحمد الله فأثبت الله لهذا ما نفاه عن الله لا ما أثبته الآخر وأثبت الله الآخر عين ما نفاه الأول لا ما أثبته فما أثبت الله لأحد من أهل الثناء عليه إلا نفى ما نفاه عنه فذلك هو التسبيح بحمده فما يثنى عليه بالإثبات دون نفي ولا يوصف بالتسبيح ولا بنقيضه إلا العبد الجامع الكامل الظاهر بصورة الحق فإنه يشاهد الجمع ومن شاهد الجمع فقد شاهد التفصيل لأنه شاهده جمعا فالعبد الكامل مجموع الحق ولا يقال الحق مجموع العبد الكامل ومع هذا فللحق خصوص نعت ليس للعالم أصلا وللعالم
(١٣٢)