المحبة اتباع المحبوب فيما أمر ونهى في المنشط والمكره والسراء والضراء وقال دليل المحب الحمد لله المنعم المفضل ودليل المحبوب الحمد لله على كل حال كان رسول الله ص يقول في السراء الحمد لله المنعم المفضل ويقول في الضراء الحمد لله على كل حال هذا هو الثابت عنه ذكره مسلم في الصحيح وقال حب الاعتناء بالجزاف عطاء بغير حساب ولا هنداز وحب الجزاء بالميزان من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فله مثلها وقال الحب خلوص الولاء فهو للأولياء من العموم والخصوص وقال حب الاعتناء ومنه وحب الجزاء عنه فإن حب الجزاء عرفناه بالتعريف وحب الاعتناء عرفناه بالوجود والتصريف ومن ذلك قد تحرك النعمة أصحاب الظلمة من الباب 435 قال إنما سكن أصحاب الظلم ولم يتحركوا لأنهم لا يرون حيث يضعون أقدامهم فيخافون من مهواة يقعون فيها فسكونهم اضطرار وقال إذا تحرك أهل الظلم فلجسيم النعمة فإنهم ما يحركهم إلا عظيم ما أردفهم الله به من نعمه حتى اغفلتهم عن شهود ظلمتهم وقال هل تعرف من هم أصحاب الظلم الناظرون في العلم بالله بالدليل النظري والمهواة الشبهة فما يحركهم مع هذا إلا نعمة الايمان فانتقلوا إلى التقليد فتحركوا بنور الشرع المطهر فأبصروا محجة بيضاء لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ولا تخاف فيها دركا ولا تخشى ومن ذلك عموم الخطاب لمن طاب من الباب 436 قال ليس في خطاب الله خصوص بل دعوته تعم فإن المدعو واحد كما هو الداعي واحد وقال إذا دعا بالأسماء كثر الدعاة كثر المدعون كثرة الأعضاء من الإنسان الواحد يقول رسول الله ص إن لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا فصم وأفطر وفم ونم وكذا جميع قواك الظاهرة والباطنة فأنت الكثير وأنت الواحد وكذلك الداعي بعينه وأسمائه فافهم وقال أنت نسخة منه وبك كمني عنه فقال وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وقال فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم فالسيف آلة لك وأنت والسيف آلة له وقال ما أجهل بالله من يقول إن الله لا يخلق بكذا فالله تعالى يقول في نبيه إنه رميت إلا أنه نفى الرمي عنه وأثبته فقال وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فالرمي وقع منه ص بقول الله وإيصاله إلى أعين الكفار حتى ما بقيت عين لمشرك خاص إلا وقع من التراب في عينه فلهذا ليس للمخلوق فالعجب من بعض الناس أنه يكفر بما هو به مؤمن ومن ذلك التسبيح تجريح من الباب 437 قال المنزه لا ينزه فإنه إن نزه فقد نزه عن التنزيه فإنه ما له نعت إلا هو فيشبه فالتسبيح تجريح فسبحه على الحكاية فإنه سبح نفسه وعلى ما أراد بذلك فهو تسبيح الأدباء العارفين به سبحانه وقال عدم العدم وجود وكذلك تنزيه المنزه عما هو به موصوف وقال أهل التسبيح إذا أشهد أحدهم من سبحه قال سبحاني فما سبح إلا نفسه وقال تسبيحه في زعمه ربه يفضحه الشهود فاستعجل بالتعريف في هذه الدار فقال سبحاني فأنكر عليه من هو على حالته التي كشف له عنها وقال إن طلب منك الدليل فقل إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أردها عليكم ومن ذلك التحميد تقييد من الباب 438 قال كلامك محصور فإنك محاط بك فإذا أثنيت فقد قيدت بثنائك من أثنيت عليه وحصرته وله الإطلاق فأطلقه من ثنائك مع بقاء الثناء عليه لا بد من ذلك وقل كما قال رسول الله ص لا أحصي ثناء عليك بعد بذل المجهود أنت كما أثنيت على نفسك يقول رسول الله ص في الصحيح في حديث الشفاعة فأحمده بمحامد لا أعلمها الآن يعطيها الموطن إن فهمت وقال كلمات الله لا تنفد فالثناء عليه منه لا يقف عند نهاية وقال يختلف الثناء على الله تعالى لاختلاف حال المثنى فإن حال السراء ما هو حال الضراء فاختلف الثناء على الله تعالى فيقول في وقت الحمد لله المنعم المفضل وفي وقت الحمد لله على كل حال وفي وقت الحمد لله الذي هدانا لهذا وفي وقت الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن وفي وقت الحمد لله الذي صدقنا وعده وفي وقت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وفي وقت الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وفي وقت الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وفي وقت الحمد لله فاطر السماوات والأرض وفي وقت الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وفي وقت الحمد لله سيريكم آياته وفي وقت الحمد لله رب العالمين ومن ذلك التأويل
(٤١٤)