في السباق إلى أسماء الكرم والجود الإلهي ليقاموا بها فيدعون بها وقال لا يكون التنافس إلا في النفائس ولا نفائس إلا الأنفس ولا أنفس من الأنفس إلا الأنفاس وقال من تقاعس عن التنافس فيما ينبغي أن يتنافس فيه فهو كسلان مهين لا همة له ولا نفس وقال ليس الطيب إلا أنفاس الأحبة لولا أعرافهم ما فاح المسك لمستنشق وما وقع التنافس بين أهله في المسابقة إلا مهب أرواح هذه الأعراف وقال ما يعرف مقدار الأنفاس وطيبها وما يعطي من المعارف الإلهية إلا البهائم ألا تراها تشم كل شئ وتشم بعضها بعضا عند اللقاء ولا تمر بشئ إلا تميل برؤوسها إليه فتشمه ومن ذلك متى تثبت الخلق في مشاهدة الحق من الباب 467 قال لا يثبت الخلق عند المشاهدة وقت التجلي إلا إذا كان الحق بصره والحق نور والإدراك لا يكون إلا بالنور وقال إذا رأيت العارف قد ثبت عند التجلي ولم يصعق ولا فنى ولا اندك جبل هيكله فتعلم أنه حق وله علامة وهي أنه إذا كان هذا حاله لا يراه خلق إلا صعق إلا أن يكون مثله وقال إذا رأيت من يغشى عليه في حاله ويتغير عن هيأته التي كان عليها أو يصعق أو يصيح أو يضطرب أو يفنى فتعلم أنه خلق ما عنده من الحق شمة فإن كان صادق الحركة فغايته أن يكون جبل موسى إن كان في مقام الأوتاد وأما موسوي الورث إن كان ناظرا عن أمر إلهي لطلب شوقي ومن ذلك معارج الأنفاس للإيناس من الباب 468 قال للأنفاس الإلهية معارج تعرج عليها إلى المكر وبين من عباد الله تأتيهم من تحت أرجلهم لأنهم طالبون لها فهي من إكسابهم فلهذا كانت من تحت أرجلهم وهي من الروابع السفلية الطالبة العلو ولهذا تعرج وقال الحبل الذي لو دلى لهبط على الله قاله رسول الله ص منه تعرج هذه الأنفاس تطلبنا وقال الأنفاس العلوية تعرج إليها الأرواح البشرية فتخترق السماوات العلى إلى السدرة المنتهى إلى النور الأجلى إلى المورد الأحلى إلى الموقف الأسنى إلى المكانة الزلفى إلى الجنة المأوى إلى المستوي الأعلى إلى العقل الأسمى إلى حجاب العزة الأحمى إلى الأسماء الحسنى بالمقام الأبهى والمحل الأزهى إلى أن دنا من قاب قوسين أو أدنى فهنالك يبلغ المنى ومن ذلك الأجور بور من الباب 469 قال من علم إن العالم يتحدد في كل زمان فردا ومقداره من أوله إلى آخره في عين واحدة يعقل ما مضى وما أتى وهي لا موجودة فتنعدم فإنها ما هي واجبة الوجود ولا معدومة فتوجد فهي تبع في الوجود لما تقع عليه العين أو يدل عليه العقل علم إن الأجور تبور لكن هذه العين ما لها هذا العلم في كل عين بل هي في أكثر الأعين في لبس من خلق جديد وقال كل عمل للعبد أجره فيه على الله لا يبور فإن الله هو ليس غيره من وجد في رحله فهو جزاؤه ومن ذلك كشف المعرفة في ترك الصفة من الباب 470 قال ما ثم إلا عين واحدة لها نسب مختلفة تسمى عند قوم أسماء وعند قوم نعوت وصفات وأحوال فمن قال بوجودها فما ذاق للعلم طعما ومن نفى أحكامها في هذه العين فكذلك وسواء كان المسمى بها حادثا أو غير حادث بل هي في غير الحادث أشد إحالة منها في الحادث وقال لا يقال بترك الصفة فإنه ما هي ثم فتتركها إلا أن تريد حكمها فتفرده لله فيكون الحق عين ما ينسب إلى الخلق من الصفات ويتميز الخاص من العباد من غير الخاص بالعلم بذلك فيعلم من يسمع بالحق أن الحق هو السمع والسميع وهو من المتكلم المكلم والكلام فمنه وإليه فأين أنت ومن أنت وقال إذا كان الأمر على ما قررناه فالجاهل به من هو ما نرى إلا أمرا آخر قد بدا أوقع الحيرة إن ثبت فهو أيضا العالم ما هو الحق كما قلنا ومن ذلك من لا يفهم لا يفهم من الباب 471 قال الإفهام لا يقع إلا بعد العلم والقدرة على التوصيل والعلم بالقابل من غير القابل والعلم لا يكون إلا بعد الإعلام والتعلم وقد علم العارف من يعلم ومن يتعلم فقد علم أنه ما هو الذي فهم فعلم أنه لا يفهم مع ثبوت إن زيدا أعلم عمرا أمرا ما فعلمه عمرو فإن كان له اقتدار على التوصيل إلى غيره افهم غيره وإلا فلا يلزم من حصول العلم الإفهام وقال لهذا قلنا إن الأمر بينك وبينه فمنه الاقتدار ومنك القبول وبالأمرين ظهر ما ظهر فالأمر توليد فما ثم إلا والد وولد ومن ذلك الأولى طرح لو ولولا قال أداة لو امتناع لامتناع فهي دليل عدم لعدم فإذا أدخلت عليها لا وهو أداة نفي عاد الأمر امتناع لوجود وهذا من أعجب ما يسمع فإن الأولى أن يكون الحكم في الامتناع والعدم أبلغ لكون الداخل أداة نفي والنفي عدم فأعطى الوجود وأزال عن أداة لو وجها واحدا من أحكامها وهو قولهم لامتناع وقال ما العجب في دخول هذه الأدوات على المحدثات وإنما العجب في دخولها في كلام الله
(٤١٨)