أي في ذلك الموطن فلتبحث في المواطن التي تكون فيها عند ربك ما هي كالصلاة مثلا فإن المصلي يناجي ربه فهو عند ربه فإذا عظم حرمة الله في هذا الموطن كان خيرا له وتعظيم الحرمة أن يتلبس بها حتى تعظم فإذا عظمت كان التكوين كما جاء فلما أثقلت دعوا الله والمؤمن إذا نام على طهارة فروحه عند ربه فيعظم هناك حرمة الله فيكون الخير الذي له في مثل هذا الموطن المبشرة التي تحصل له في نومه أو يراها له غيره والمواطن التي يكون العبد فيها عند ربه كثيرة فيعظم فيها حرمات الله على الشهود وهذا الباب إن بسطنا القول فيه طال وهذه الإشارة القليلة تعطي صاحب الفهم بقوتها ما في البسط من الفوائد الوجودية وهذا كاف في الغرض المقصود والحمد لله رب العالمين والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثمانون وأربعمائة في حال قطب كان منزله وآتيناه الحكم صبيا) من المزاج قوى الإنسان أجمعها * روحا وجسما فلا تعدل عن الرشد بذاك يضعف في حال تصرفها * لعلة قبلتها نشأة الجسد فإن بدا لك ما يذهب بعادتها * فذاك حكم الآلة الواحد الصمد كمثل عيسى ومن قد كان أشبهه * من الأناسي وما بالربع من أحد يأتي بما جاءكم من خرق عادته * سوى الذي خلق الإنسان في كبد قال الله عز وجل وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا فهذا سلام من الله عليه وقال عيسى عن نفسه ع إخبارا بحاله مع الله فيما أخبر الله به عن عنايته بيحيى ع والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا وزاد المحمدي الوارث كنت نبيا وآدم بين الماء والطين وذلك أن عناية ريعان الشباب قوية * لأن لها القرب الإلهي بالنص لأن علوم القوم ذوق وخبرة * وهذي علوم ليس تدرك بالفحص فإن رسول الله ص برز بنفسه وحسر الثوب وقال لما أقبل الغيث حتى أصابه إنه حديث عهد بربه فهذا هو النص الجلي الذي أتى من الشرع في الغيث القريب من الرب فكل أول في العالم فإنه حديث عهد بربه وكل ما في العالم أول فإنه شئ فهو في وجوده حديث عهد بربه إذ قال له كن فالعالم كله عالم الأمر سواء كان من عالم الخلق أو لم يكن وقد بينا عالم الأمر والخلق ما هو وهو الوجه الخاص الذي في عالم الخلق وما عثر عليه أحد من أهل النظر في العلم الإلهي إلا أهل الله ذوقا ولما كان للصبي حدثان هذا القرب وهو قرب التكوين والسماع ولم يحل بينه وبين إدراك قربه من الله حائل لبعده عن عالم الأركان في خلقه فلم يكن عن أب عنصري ولكن كان روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فلم يكن ثم ما يغيبه عمن صدر عنه فقال مخبرا عن ما شاهده من الحال فحكم في مهده على مرأى من قومه الذين افتروا في حقه على أمه مريم فبرأها الله بنطقه وبحنين جذع النخلة إليه إذ أكثر الشرع في الحكومة بشاهدين عدلين ولا أعدل من هذين فقال إني عبد الله فحكم على نفسه بالعبودية لله وما قال ابن فلان لأنه لم يكن ثم وإنما كان حق تجلى في صورة روح جبريل لما في القضية من الجبر الذي حكم في الطبيعة بهذا التكوين الخاص الغير معتاد آتاني الكتاب فحصل له إنجيله قبل بعثه فكان على بينة من ربه فحكم بأنه مالك كتابه الإلهي وجعلني نبيا فحكم بأن النبوة بالجعل لأن الله يقول في أي صورة ما شاء ركبك فهو في الصورة بالجعل لئلا يتخيل أن ذلك بالذات بل هو اختصاص إلهي وجعلني مباركا أي خصني بزيادة لم تحصل لغيري وتلك الزيادة ختمه للولاية ونزوله في آخر الزمان وحكمه بشرع محمد ص حتى يكون يوم القيامة ممن يرى ربه الرؤية المحمدية في الصورة المحمدية أينما كنت من دنيا وآخرة فإنه ذو حشرين يحشر في صف الرسل ويحشر معنا في أتباع محمد ص وأوصاني بالصلاة المفروضة في أمة محمد ص أن أقيمها لأنه جاء بالألف واللام فيها والزكاة أيضا كذلك ما دمت حيا زمان التكليف وهو الحياة الدنيا وبرا بوالدتي فأخبر أنه شق في خلفه فإن لأمه عليه ولادة لما كانت محل تكوينه فقلت نسبته العنصرية في خلقه فكان
(١١٦)