بين أقرانه ضخم الدسيعة يطعم ولا يطعم وينعم ولا يتنعم الغالب عليه التفكر ليتذكروا الدخول في الأمور الواضحة ليتنكر فهو المجهول الذي لا يعرف والنكرة التي لا تتعرف أكثر تصرفه فيما يتصرف فيه من الأسماء الإلهية الاسم المدبر والمفصل والمنشئ والخالق والمصور والبارئ والمبدئ والمعيد والحكم والعدل ولا يرى الحق في شئ من تجليه دون أن يرى الميزان بيده يخفض ويرفع فما ثم إلا خفض ورفع لأنه ما ثم إلا معنى وحرف وروح وصورة وسماء وأرض ومؤثر ومؤثر فيه فما ثم إلا شفع وكل واحد من الشفع وتر فما ثم إلا وتر والفجر وليال عشر والشفع والوتر فالشفع يطلب الشفع والوتر يطلب الوتر وهو طلب الثار فشفعه في وتره ظاهر * ووتره في شفعه مندرج وجادت السحب بأمطارها * فكان ما كان بأمر مرج فحدثت أرضك أخبارها * وأنبتت من كل زوج بهج تفني إذا شاهدت أعيانها * بعين غير الحق فيها المهج يباين الضد بها ضده * وشكله بشكله مزدوج ونزهة الأبصار فيما بدا * في العالم العلوي بين الفرج فكل ما للعين من ظاهر * عنه إذا حققته ما خرج جمع لهذا القطب بين القوتين القوة العلمية والقوة العملية فهو صنع لا يفوته صنعه بالفطرة وله في كل علم ذوق إلهي من العلوم المنطقية والرياضية والطبيعية والإلهية وكل أصناف هذه العلوم عنده علوم إلهية ما أخذها إلا عن الله وما رآها سوى الحق ولا رأى لها دلالة على الحق فكل علم أو مسألة من ذلك العلم له آية ودلالة على الله لا يعرف لها دلالة على غيرها لاستغراقه في الله لأنه مجذوب مراد لم يكن له تعمل فيما هو فيه بل وجد فيه أنه هو ثم فتح عينيه فرأى كل شئ رؤية إحاطة بما رأى فالزيادة التي يستفيدها إنما هي في تفصيل ما رأى دائما أبدا لأنه كل مرئي في الوجود فإنه يتنوع دائما فلا تزال الإفادة دائما وكل استفادة زيادة علم لم يكن عنده في معلوم لم يزل عالما به مشهودا له فهذا قد ذكرنا من أحوال الاثني عشر قطبا ما يسر الله ذكره على لساني والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فواحد من هؤلاء الأقطاب له الواحد من العدد وهو صاحب التوحيد الخالص وآخر له الثاني من العدد وهكذا كل واحد إلى العاشر والحادي عشر له المائة والثاني عشر له الألف والمفرد له تركيب الأعداد من أحد عشر إلى ما لا نهاية له وذلك للأفراد وهم الذين يعرفون أحدية الكثرة وأحدية الواحد جعلنا الله وإياكم ممن فهم عن الله ما سطره في العالم من العلم به سبحانه الدال عليه عز وجل إنه الولي المحسان الجواد الكريم المنان والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع والستون وأربعمائة في حال قطب هجيره لا إله إلا الله) من كان هجيره نفي وإثبات * ذاك الإمام الذي تبديه آيات وتر وليس له شفع يعدده * وما تقيده فينا علامات وما له في وجود النعت من صفة * وما له في شهود الذات لذات تأثر الكل فيه من تأثره * فنعتهم فيه أحياء وأموات هم المصانون لا تحصى مناقبهم * ولا يقوم بهم للموت آفات قال الله عز وجل فاعلم أنه لا إله إلا الله اعلم أن الهجير هو الذي يلازمه العبد من الذكر كان الذكر ما كان ولكل ذكر نتيجة لا تكون لذكر آخر وإذا عرض الإنسان على نفسه الأذكار الإلهية فلا يقبل منها إلا ما يعطيه استعداده فأول فتح له في الذكر قبوله له ثم لا يزال يواظب عليه مع الأنفاس فلا يخرج منه نفس في يقظة ولا نوم إلا به لاستهتاره فيه ومتى لم يكن حال الذاكر على هذا فليس هو بصاحب هجير فمن كان ذكره لا إله إلا الله فمعقول ذكره الألوهة وهي مرتبة لا تكون إلا لواحد هو مسمى الله وهذه المرتبة هي التي تنفيها وهي التي تثبتها ولا تنتفي
(٨٨)