وبه نأكل خبزي * وبه والله نشرب فرحا بكون عيني * عينه فمن تقرب وإلى من كان قربى * وهو عين كل مطلب فإذا ما جئت منه * فإليه لا تشغب فهو الطالب حقا * وأنا فلست أكذب إنني أطمع فاعلم * في الذي عندي من أشعب ولما شرع الله القرب ما شرعها إلا من هذه الحضرة وسبب وجود الشرع الدعوى فعمت الشريعة المدعي وغير المدعي وكل واحد يحشر يوم القيامة على نيته ويختص بنحلته وملته والقرب كلها عند العاقل العالم تعب لا راحة فيها تعم إلا من رزقه الله شهود العامل ولا بد من تعب القابل الحامل فهو وإن كانت الأمور ترجع إلى الله تعالى فإن العبد ولا بد محل ظهورها وهو الذي ترجع إليه آلامها فهو المحس لها حضرة القرب والقرب * حضرة كلها نصب فأمور الورى بها * إن تأملتها نشب كلما قلت قد كفى * قال لا تفعل انتصب أنت أخطأت في الذي * قلته فيه لم تصب هكذا الأمر دائما * يقتضيه حكم النسب فاهجر إن شئت أو فصله * فلا بد من سبب فعن الكد لا تني * إذ عن الشوق لم تغب هكذا جاء في الذي * قد قرأنا من الكتب (المعطي حضرة العطاء والإعطاء) عين العطاء كشف الغطاء * وفي الغطاء عين الهبات فإنها تعالت وجلت * عن أن تجئ بالمحدثات فما حديثي غير حدوثي * وما صفاتي غير سماتي فإن تكن تريد انتقالي * عني فداك عين سباتي وفي مقامي عين قصوري * وفي مسيري عين التفاتي فالحمد لله الذي * لم يزل يمدني بثباتي حتى يكون فردا وحيدا * في ذاته وفي الكلمات فإنه إليه رجوعي * من بعد فرقتي وشتاتي فمن يرد كوني إليه * فذاك من أجل ثقاتي ومن يرد كوني إلينا * فذاك من أجل عداتي وإن تشأ عكست مقالي * فالعيش كله في مماتي وإنه مرادي وقولي * وفيه رغبتي وحياتي فمن يكون من أصدقائي * فإنما يريد وفاتي فإن فيه جمعي بربي * وبالذي له من عدات وهو المحب سرا وجهرا * وهو الصديق لي والموات يدعى صاحبها عبد المعطي والعبد آخذ والعبد معطي الصدقة وهي تقع بيد الرحمن في حال العطاء فالله آخذ فهو الآخذ كما هو المعطي وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها لأنها أعطته بحقيقتها وقبولها التمكن من الأخذ بناصيتها إذلالا لأنه عبد وكل من أخذ بناصيته فإنه ذليل والكل عبيد الله تعالى فالكل أذلاء بالذات وهو العزيز الحكيم
(٢٧٣)