في شأن فكذلك المحمدي وهو قوله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ولم يقل عقل فيقيده ولقلب ما سمي إلا بتقلبه في الأحوال والأمور دائما مع الأنفاس فمن عباد الله من يعلم ما يتقلب فيه في كل نفس ومنهم من يغفل عن ذلك فالقطب المحمدي أو المفرد هو الذي يتقلب مع الأنفاس علما كما يتقلب معها حالا كل واحد من خلق الله فما زاد هذا الرجل إلا بالعلم بما يتقلب فيه وعليه لا بالتقليب فإن التقلب أمر يسرى في العالم كله وفيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك على التفصيل والتعيين وإن علموه على الإجمال فمنازلهم على قدر علمهم فيما يتقلبون فيه وعليه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وشرح هذا الباب وبسطة يطول فرأينا الاقتصار على ما ذكرناه وأومأنا إليه وتوخيناه وفي ذكرنا هجيرهم بتبين مقامهم والله يتولى التوفيق (الباب الثالث والستون وأربعمائة في معرفة الاثني عشر قطبا الذين يدور عليهم عالم زمانهم) منتهى الأسماء في العدد * لاثنتي عشر مع العقد * فبهم حفظ الوجود وما * في وجود الحق من عدد وهو المنعوت بالعدد * وهو المنعوت بالأحد * ظهرت أحكام نشأتهم * في التي قامت بلا عمد تم في الأركان حكمهمو * في أب منها وفي ولد قال الله تعالى لنبيه ص قل هو الله أحد وعرفه فقال ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه يقول يميلون عن أسمائه لا بل يقول يميلون في أسمائه إلى غير الوجه الذي قصد بها سيجزون ما كانوا يعملون من ذلك فكل يجزى بما مال إليه فيما أوحينا يقول اتبع ما أوحي إليك من ربك ولا تمل بميلهم فإني خلقتك متبعا لا متبعا اسم مفعول لا اسم فاعل ولذلك قال له عند ذكر الأنبياء فبهداهم اقتده لا بهم وهداهم ليس سوى شرع الله فقال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا وذكر من ذكر فكان الشارع لنا الله الذي شرع لهم فلو أخذ عنهم لكان تابعا فافهم فأقطاب هذه الأمة اثنا عشر قطبا عليهم مدار هذه الأمة كما إن مدار العالم الجسمي والجسماني في الدنيا والآخرة على اثني عشر برجا قد وكلهم الله بظهور ما يكون في الدارين من الكون والفساد المعتاد وغير المعتاد وأما المفردون فكثيرون والختمان منهم أي من المفردين فما هما قطبان وليس في الأقطاب من هو على قلب محمد ص وأما المفردون فمنهم من هو على قلب محمد ص والختم منهم أعني خاتم الأولياء الخاص فأما الأقطاب الاثنا عشر فهم على قلوب الأنبياء ع فالواحد منهم على قلب وإن شئت قلت على قدم وهو أولى فإني هكذا رأيته في الكشف بإشبيلية وهو أعظم في الأدب مع الرسل والأدب مقامنا وهو الذي أرتضيه لنفسي ولعباد الله فنقول إن الأول أعني واحدا منهم على قدم نوح ع والثاني على قدم إبراهيم الخليل ع والثالث على قدم موسى ع والرابع على قدم عيسى ع والخامس على قدم داود ع والسادس على قدم سليمان ع والسابع على قدم أيوب ع والثامن على قدم الياس ع والتاسع على قدم لوط ع والعاشر على قدم هود ع والحادي عشر على قدم صالح ع والثاني عشر على قدم شعيب ع ورأيت جميع الرسل والأنبياء كلهم مشاهدة عين وكلمت منهم هودا أخا عاد دون الجماعة ورأيت المؤمنين كلهم مشاهدة عين أيضا من كان منهم ومن يكون إلى يوم القيامة أظهرهم الحق لي في صعيد واحد في زمانين مختلفين وصاحبت من الرسل وانتفعت به سوى محمد ص جماعة منهم إبراهيم الخليل قرأت عليه القرآن وعيسى تبت على يديه وموسى أعطاني علم الكشف والإيضاح وعلم تقليب الليل والنهار فلما حصل عندي زال الليل وبقي النهار في اليوم كله فلم تغرب لي شمس ولا طلعت فكان لي هذا الكشف أعلاما من الله أنه لا حظ لي في الشقاء في الآخرة وهود ع سألته عن مسألة فعرفني بها فوقعت في الوجود كما عرفني بها هذا إلى زماني هؤلاء وعاشرت من الرسل محمدا ص وإبراهيم وموسى وعيسى وهودا وداود وما بقي فرؤية لا صحبة واعلم أن كل قطب من هؤلاء الأقطاب له لبث في العالم أعني دعوتهم فيمن بعث إليهم آجال مخصوصة مسماة تنتهي إليها ثم تنسخ بدعوة أخرى كما تنسخ الشرائع بالشرائع وأعني
(٧٧)