في الخبر أن ما سكت عن الحكم فيه بمنطوق فهو عافية أي دارس لا أثر له ولا مؤاخذة فيه فإن الله قد بين للناس ما نزل إليهم من الأحكام في كتابه وعلى لسان رسوله ص (الوالي حضرة الإمامة) إن الإمام هو الوالي فلا تكني * فإنني عالم بما بدا مني هذا الذي قلته لكم أقول به * في كل حال أكون فيه لا أكني يدعى صاحبها عبد الوالي وعبد الولي وعبد الوالي هو الذي يلي الأمور بنفسه فإن وليها غيره بأمره فليس بوال ولا إمام وإنما الوالي والإمام هو المنصوب للولاية وإنما سمي واليا لأنه يوالي الأمر من غير إهمال لأمر ما مما له عليه ولاية وإن لم يفعل فليس بوال وإنما هو حاكم هوى وقد قيل له ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله فأنفاس الوالي وحركاته وتصرفاته عليه معدودة والوالي لا يكون أبدا إلا في الخير لا بد من ذلك فإنه موجد على الدوام فلا تراه أبدا إلا في فضل وإنعام وإقامة حد لتطهير والتطهير خير فإن الوالي على الحقيقة هو الله فإن المنصوب للولاية بحكم الله يحكم وبما أراه الله وهو الحق وقد أخبر الرسول ص في دعائه معلما إيانا فقال والخير كله في يديك فلا يوالي إلا الخير ولا يأمر إلا بالخير ولا يكون عنه في العقوبة والمثوبة إلا الخير ثم قال والشر ليس إليك فالوالي لا يوالي الشر بل لا يفعله أصلا لأنه ليس إليه فالوالي إذا كان من نصب الحق فالشر ليس إليه إلا إذا ترك ولاية الحق وحكم بالهوى فضل عن سبيل الله فله عذاب شديد بما نسي يوم الحساب فيكون ديوان الحكم الإلهي يأخذه إذا حاسبه فالشقي من تأخر تطهيره إلى ذلك المقام الأخراوي والسعيد من تقدم تطهيره في الدنيا إما بتوبة يتوبها وإما بإنصاف وأخذ منه في الدنيا حتى ينقلب إلى الآخرة وليس عليه حق وربما يكون ممن يمشي في الدار الدنيا وما عليه خطيئة لكثرة ما يبتليه الله به مما يقع له به الكفارة فوالي الحق من والى * جميع الخير في نسق * فما ينفك عن طبق * بغير الحكم في طبق له نور إذا يفضي * كنور البدر في الغسق * إذا غسقت مسائله * أتى في الحكم كالفلق فجلى عنك ظلمتها * وما تلقى من الحرق وأيضا تعوذوا بالله رب الفلق * من شر ديجور إذا ما غسق فإنه آلى علينا كما * آلى لمن قد جاءنا بالشفق وليلة المظلم مهما وسق * والقمر العالي إذا ما اتسق لتركبن اليوم في ذاتكم * عند شهودي طبقا عن طبق فالحمد لله على ما خلق * وأخلق الخلق الذي قد خلق أوجدنا ماء إلى نطفة * مكنونة في مضغة من علق أودع فيها ولديها بنا * جميع ما اختص بنا من علق وقد نصحتك أيها الوالي المتغالي فلا تغل في الدين ولا تقل على الله إلا الحق ولا على الخلق إلا الحق فإنك المطلوب بما أنت وال عليه وعنه فإذا وليت أمرا * فلتقم فيه بحق * إنما الوالي بحق * هو مقعد صدق فتراه بين حق * حاكما وبين خلق * رتبة يسمو إليها * كل ذي عقل ونطق هو للفناء مفن * وهو للبقاء مبق * فإذا أفنى فناء * جاء حكم الضد يبق قال الله تعالى لخليله إبراهيم ع إني جاعلك للناس إماما ابتداء منه من غير طلب من إبراهيم ع ليكون معنا مسددا وعلمنا أنه ليس بظالم قطعا لأن الإمامة عهد من الله وقال إبراهيم لربه تعالى ومن ذريتي فقال
(٣٠٥)