لو كشفها لا حرقت سبحات الوجه ما أدركه بصر الخلق من الخلق فإن بصر الحق يدرك الآن ولا حرق والمحبوب يكون الحق بصره فيدرك به لا يبصر الحق فإن بصر الحق يدرك الحق والحق في بصر الخلق لا يدرك الحق ولكن يدرك به الخلق والسبحات هي المحرقة وما هي إلا سبحات العين عند النظر فإنه لولا النور ما ثبتت الرؤية الله نور السماوات والأرض فذاته بصره وقال الأمر نسب ولولا النسب ما كانت العلاقة والنسب ومن ذلك حسن القول من الطول من الباب 461 قال أحسن القول ما تشابه من الكلام فاشترك فيه الحادث والقديم فالله الرؤوف الرحيم والنبي ص بالمؤمنين رؤوف رحيم وقال لولا التشابه ما عقلنا من كلام الله شيئا ولا وقفنا منه على معنى وقال المحكم في المتشابه التشابه فمن تأوله فقد أزاله عن الاشتراك وهو مشترك فقد زاع من تأوله عن طريق الحق وقال علامة من علم أحسن القول الاتباع لما دل عليه ذلك القول فيقابل الطول بالطول هل جزاء الإحسان إلا الإحسان وقال حسن القول يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويقف بك على المعاني الغامضة فيوضحها لك ومن ذلك الإنصاف في عبادة الإله المضاف من الباب 462 قال إذا أضاف الحق نفسه إلى شئ من خلقه فانظر إلى عبادة ما أضاف نفسه إليه فقم بها أنت فإنك النسخة الجامعة وما عرفك الحق بهذه الإضافة الخاصة إلا لهذا وقال مثال الإله المضاف وإلهكم ربنا الذي أعطى رب المشرق والمغرب رب السماوات ربكم ورب آبائكم رب المشرقين ورب المغربين فعطف وما أظهر الإضافة كما فعل في غير ذلك ما فعله سدى فاعبد ربك على ما قلته لك في كل إضافة حتى يأتيك اليقين وإذا أتاك اليقين انجلى لك الأمر وعرفت شرف الإضافة ما عبد أحد الإله المطلق عن الإضافة فإنه الإله المجهول ومن ذلك السبحات لأرباب اللمحات من الباب 463 قال لا دليل أدل من الشئ على نفسه فمن لم يثبت عند ظهوره له فالقصور منه وهو قد وفى من كان حقيقته العجز وعجز فقد وفي فالوفاء من الطرفين وقال لمح البصر كالبرق يضرب فيظهر ويظهر ويزول فلو بقي أهلك وقال إنما تحرق سبحات الوجه الدعاوي إنك أنت فلا يبقى إلا هو فإنه ما ثم إلا هو فهو إبانة لا إحراق وقال وجه الشئ حقيقته وكل شئ هالك إلا وجهه فالشئ هنا ما يعرض لهذه الذات فإن كان للعارض وجه فما يهلك في نفسه وإنما تهلك بنسبته إلى ما عرض له فالضمير الذي في وجهه يعود على الشئ ويعود على الحق فأنت بحسب ما تقام فيه فإنك صاحب وقت ومن ذلك المصطفى من جنى عليه فعفا من الباب 464 قال للنفس حق فإذا جنى عليها وعفوت فأنت الظالم المصطفى وهو الأول من الثلاثة لم يأخذ لها حقها ممن ظلمها وعاد أجرها على الله وقال إذا درس الذنب فقد عفا أثره فلم يبق له عين ولا أثر ولا سيما الغفور الرحيم والعفو يطلبونه وقال المصطفى هو المختار ولكن ممن وربك يخلق ما يشاء ويختار وما ثم حثالة ولا كناسة النفوس نفائس فيختار الأنفس ويبقى النفيس وقال المصطفون هم الذين ورثوا الكتاب وهو القرآن المحفوظ من التحريف والزيادة فلو حفظت سائر الكتب لورثت فمن كوشف منها على ما ثبت أنه إلهي ورثه وحكم به على بصيرة وقال الورث لا يكون إلا بعد الموت فالكتاب محمدي فإن العلماء ورثة الأنبياء والكتاب هو الموروث والشئ الذي مات هو صاحبه وقد مشى إلى الله وقال من ظلم ما حكم ومن اقتصد ما اعتضد وقنع واكتفى ومن سبق حاز الأمر وظفر فكن من شئت من هؤلاء ومن ذلك صفات الأوداء التبري من الأعداء من الباب 465 قال إذا تبرأ العارف ممن صحت عداوته لله فليحذر من تبريه فإنه ما تبرأ إلا من اسم إلهي يجب عليه تعظيمه وقال إن تبرأ بتبرء الله استراح فيكون الله المتبرئ لا هو كما يلعن بلعنة الله ويغضب بغضب الله ويرضى برضى الله وهو في هذا كله لا صفة له من نفسه قال أبو يزيد البسطامي لا صفة لي لا تصح البراءة من الأعداء إلا لله ولرسله ع ومن كوشف على الخواتم ومن سواهم فما لهم التبري وإنما لهم أن لا يتخذوهم أولياء يلقون إليهم بالمودة لا غير وقال لو تبرأ الله من عدوه ما رزقه ولا أنعم عليه ولا نظر إليه وقد أخبر أنهم آكلون من شجرة الزقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم وهم العطاش فلو تبرأ منه الله ما كان للعدو وجود لأنه غير حافظ عليه وجوده ومتى لم يحفظ عليه وجوده هلك وذهب عينه وهو عز وجل القائل إنه بكل شئ حفيظ وقال ولا يؤده حفظهما ومن ذلك التقاعس عن التنافس من الباب 466 قال أصحاب الهمم يتنافسون
(٤١٧)