الوجه الخاص الذي لله في كل كائن فاعلم إن ذلك اللفظ المسمى اسما ناقصا وهو ما ومن والذي وأخوات هذه الأسماء إنما مسماها السبب الذي احتجب الله به عن خلقه في خلقه هذه المسببات فهو القدوس أي المطهر عن نسبة الأسماء النواقص إليه لا إله إلا هو العزيز الحكيم فأنت بخير النظرين إما أن يكون كشفك إن الحق هو الظاهر في مظاهر الممكنات فيكون التقديس للممكنات بوجود الحق وظهوره في أعيانها فتقدست به عما كان ينسب إليها من الإمكان والاحتمالات والتغييرات فليس إلا أمر واحد وأعيان كثيرة كل عين في أحديتها لا تتغير عين لعين بل يظهر بعضها لبعض ويخفى بعضها عن بعض بحسب صورة الممكن وإما أن يكون الحق عين المظهر ويكون الظاهر أحكام أعيان الممكنات الثابتة أزلا التي لا يصح لها وجود فيكون التقديس للحق لأجل ما ظهر من تغير أحكام الممكنات في عين الوجود الحق أي الحق مقدس قدوس عن تغيره في نفسه بتغير هذه الأحكام كما تقول في الزجاج المتلون بألوان شتى إذا ضرب النور فيه وانبسط نور الشعاع مختلف الألوان لأحكام أعيان التلون في الزجاج ونحن نعلم أن النور ما انصبغ بشئ من تلك الألوان مع شهود الحس لتلون النور بألوان مختلفة فتقدس ذلك النور في نفسه عن قبول التلون في ذاته بل نشهد له بالبراءة من ذلك ونعلم أنه لا يمكن أن ندركه إلا هكذا فكذلك وإن نزهنا الحق عن قيام تغيير ما أعطته أحكام أعيان الممكنات فيه عن أن يقوم به تغيير في ذاته بل هو القدوس السبوح ولكن لا يكون الأمر إلا هكذا في شهود العين لأن الأعيان الثابتة في أنفسها هذه صورتها وكذلك روح القدوس تارة يتجلى في صورة دحية وغيره وتجلى وقد سد الأفق وتجلى في صورة الدر وتنوعت عليه الصور أو تنوع في الصور ونعلم أنه من حيث إنه روح القدس مطهر عن التغيير في ذاته ولكن هكذا ندركه كما أنه إذا نزل بالآيات على من نزل من عباد الله والآيات متنوعة فإن القرآن متنوع ينطبع عند النازل عليه في قلبه بصورة ما نزل به عليه فتغير على المنزل عليه الحال لتغيير الآيات والكلام من حيث ما هو كلام الله واحد لا يقبل التغيير والروح من حيث ما هو لا يقبل التغيير فالكلام قدوس والروح قدوس والتغيير موجود فتنظر في مدلول الآيات فإذا كان مدلولها الممكنات فالتقديس للحق وإذا كان مدلول الآية الحق فما هو من حيث عينه لأنه قدوس وإنما هو من حيث اسم ما إلهي من الأسماء وهذه فائدة الدلالة (حضرة السلام الاسم الإلهي السلام) لما تسمى بالسلام لخلقه * كان السلام له المقام الشامخ والحكم فيهم بالذي قد شاءه * والعز والمجد التليد الباذخ إن السلام تحية من ربنا * فينا ومن أسماء نرجو السلام ولنا التأخر عن علو مقامه * وله التقدم والتحكم والإمام لما تسمى بالسلام لخلقه * حارت عقول الواصلين من الأنام قال الله تعالى لهم دار السلام وهي دار لا يمسهم فيها نصب فهم فيها سالمون واعلم أن السلامة التي للعارف هي تنزيهه من دعوى الربوبية على الإطلاق إلا أن يظهر عليه نفحاتها عند ما يكون شهوده كون الحق جميع قواه فيكون دعوى فيكون سلامته عند ذلك من نفسه وبها سمي السلام سلاما لما أراد الصحابة رضي الله عنهم في التشهد أن يقولوا أو قالوا السلام على الله تحية فقال رسول الله ص لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام فإذا حضر العبد وهو عبد السلام مع الحق في هذه الحضرة وكان الحق مرآة له فلينظر ما يرى فيها من الصور فإن رأى فيها صورة باطنة ومعاينة مشكلة بشكل ظاهره فعلم أنه رأى نفسه وما حصلت له درجة من يكون الحق جميع قواه وإن رأى صورة غير مشكلة بشكل جسدي مع تعقله أن ثم أمرا ما هو عينه فتلك صورة حق وإن العبد في ذلك الوقت قد تحقق بأن الحق قواه ليس هو وإن كان العبد في هذا الشهود هو عين المرآة وكان الحق هو المتجلي فيها فلينظر العبد من كونه مرآة ما تجلى فيه فإن تجلى فيه ما يقيد بشكله فالحكم للمرآة لا للحق فإن الرائي قد يتقيد بحقيقة
(٢٠٢)