الأحكام المنزلة في الدنيا ومن ذلك من خيرك حيرك من الباب 400 قال ما دعا الملأ الأعلى إلى الخصام إلا التخيير في الكفارات والتخيير حيرة فإنه يطلب الأرجح أو الأيسر ولا يعرف ذلك إلا بالدليل ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة وقال إذا خيرك الحق في أمور فانظر إلى ما قدم منها بالذكر فاعمل به فإنه ما قدمه حتى تهمم به وبك فكأنه نبهك على الأخذ به ما تزول الحيرة عن التخيير إلا بالأخذ بالمتقدم تلا رسول الله ص حين أراد السعي في حجة الوداع إن الصفا والمروة من شعائر الله ثم قال أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا وهذا عين ما أمرتك به لإزالة حيرة التخيير لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ومن ذلك المعارف في العوارف من الباب 401 قال عطايا الحق كلها عند العارف إنما هي معارف بالله جهلها غير العارف وعرفها العارف وقال ما عرفها العارف دون غيره إلا لكونه أخذها من يد الله لما سمع الله يقول يد الله فوق أيديهم وإن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله وقال عوارف الحق مننه ونعمه على عباده فما أطلعك منها على شئ إلا ليردك ذلك الشئ منك إليه فهو دعاء الحق في معروفه لما رأى عندك من الغفلة عنه فتحبب إليك بالنعم وقال عطايا الحق كلها نعم إلا أن النعم في العموم موافقة الغرض ومن ذلك إثبات الحكم من غير علم من الباب 402 قال ثبت بالشرع المطهر حكم الحاكم بالشاهد واليمين وقد تكون اليمين فاجرة والشهادة زورا فلا علم مع ثبوت الحكم وقال الحاكم مصيب للحكم فهو صاحب علم لأن الله ما حكم إلا بما علم وهو الذي شرع له أن يحكم فبما غلب على ظنه فهو عنده غلبة ظن وعند الله علم وقال الحاكم من ولاة الله الحكم من غير طلب ومن أخذه عن طلب فما هو حاكم الله وهو مسؤول وقال قال النبي ص إنا لا نولي أمرنا هذا من طلبه بمثل هذا ثبتت خلافته والخلافة أمر زائد على الرسالة فإن الرسالة تبليغ والخلافة حكم بقهر وقال تولية الوالي بعد موته نيابة ما هي ولاية ومن ولاة الناس فهي ولاية الحق وهو الخليفة الإلهي فكن عتيقيا أو عثمانيا ولا تكن عمريا فيما فعل فإنه ترك الأمر شورى ومن ذلك التساوي في المناوي من الباب 403 قال من ناواك فهو عند نفسه قد ساواك وقد لا يكون له هذا المقام وقال إذا ابتلاك الحق بضر فأسأله رفعه عنك ولا تقاومه بالصبر عليه وما سماك صابرا إلا لكونك حبست نفسك عن سؤال غير الحق في كشف الضر الذي أنزله بك وقال ما قص عليك أمر أيوب ع إلا لتهتدي بهداه إذا كان الرسول سيد البشر يقال له أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده فما ظنك بالتابع وقال جاع بعض العارفين فبكى فقيل له في ذلك فقال إنما جوعني لأبكي هذا هو العارف (ومن ذلك من أنصف لم يتصف من الباب 404 قال المحقق لا صفة له لأن الكل لله فلا تقل إن الحق وصف نفسه بما هو لنا مما لا يجوز عليه فهذا سوء أدب وتكذيب الحق فيما وصف به نفسه بل هو عند العارف الأديب صاحب تلك الصفة من غير تكييف فالكل صفات الحق وإن اتصف بها الخلق فهي مستعارة ما هو فيها بطريق الاستحقاق عند المحجوب بالطريق التي لا تجوز على الحق وما عرف المسكين أن الذي لا يجوز على الحق إنما هي تلك النسبة التي نسبتها بها إلى الخلق لا عين الصفة وقال ما ثم صفة إلا إلهية وهي للمخلوق معارة كما أنه معار في الوجود وقال نحن عندنا ودائع الله أودعنا إيانا فمتى ما طلب ودائعه رجعنا إليه إذ نحن عين الودائع فافهم من أودع ومن استودع وما الوديعة ومن ذلك من لا يقله مكان لا يقيده زمان من الباب 405 قال كل من شأنه الحصر فالظروف تحويه وإن جهل وقال أين قوله ص إن لله تسعة وتسعين اسما وذكرها من قوله أو استأثرت به في علم غيبك ولا أحصى ثناء عليك وما الثناء عليه إلا بأسمائه فمن حيث ما هي دلائل عليه فهو محصور لكل اسم اسم فإنه يدل عليه وعلى المعنى الذي جاء له وقال كما لا يلزم من الفوق إثبات الجهة كذلك لا يلزم من الاستواء إثبات المكان وقال العارف كما لا يزيد في الرقم لا يزيد في اللفظ بل يقف عند ما قيل من غير زيادة وهي العبادة ومن ذلك الإنسان رداء الرحمن من الباب 406 قال ما تردى الرحمن برداء أحسن من الإنسان ولا أكمل لأنه خلقه على صورته وجعله خليفة عنه في أرضه ثم شرع له أن يستخلفه على أهله وقال لولا إن الحق أعطاه الاستقلال بالخلافة ما قال له عن نفسه تعالى آمرا فاتخذه وكيلا ولا قال له ص
(٤٠٨)