فقول إبراهيم الخليل وإذا مرضت نهاية وقوله يشفين بداية وقول النبي ص لا شفاء إلا شفاؤك نهاية النهاية فهي أتم والإتيان بالأمرين أولى وأعم فجمع الله الأمرين لمحمد ص في الصلاة عليه كما صليت على إبراهيم الذي أمرنا الله أن نتبع ملته لتقدمه فيها لا لأنه أحق بها من محمد ص فللزمان حكم في التقدم لا في المرتبة كالخلافة بعد رسول الله ص الذي كان من حكمة الله تعالى أنه أعطاها أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا بحسب أعمارهم وكل لها أهل في وقت أهلية الذي قبله ولا بد من ولاية كل واحد منهم وخلع المتأخر لو تقدم لا بد منه حتى يلي من لا بد له عند الله في سابق علمه من الولاية فرتب الله الخلافة ترتيب الزمان للأعمار حتى لا يقع خلع مع الاستحقاق في كل واحد من متقدم ومتأخر وما علم الصحابة ذلك إلا بالموت ومع هذا البيان الإلهي فبقي أهل الأهواء في خوضهم يلعبون مع إبانة الصبح لذي عينين بلسان وشفتين نسأل الله العصمة من الأهواء وهذه كلها أشفية إلهية تزيل من المستعمل لها أمراض التعصب وحمية الجاهلية والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الفرد الوتر الأحد حضرة الإفراد) تفردت بالفرد في نشأتي * وإني بتثليثها مفرد وما لي سبيل إلى غايتي * وإني إلى غايتي أوحد ورثت من أشياخنا كل ما * يورثني المجد والسؤدد وإني إذا كنته لم أكن * وإني أنا ذلك الأوحد وهذا الذي قلته إنه * عن الله سبحانه أسند يدعى صاحبها عبد الفرد وعبد الوتر وعبد الأحد وأمثال ذلك قال رسول الله ص إن الله وتر يحب الوتر وأوتر رسول الله ص بواحدة وبثلاث وبالخمس وبالسبع وبالتسع وبإحدى عشرة وكل فرد وتر بالغا ما بلغ وكل مشفع وترا أحد وكل موتر شفعا وتر وفرد وأحد ويسمى وترا لأنه طالب ثار من الأحد الذي شفع فرديته فإن الحكم للأحد في شفع الفرد ليس للفرد ولا للوتر فلما انفرد به الأحد طلب الفرد ثاره من الأحد بالوتر فإن الوتر في اللسان بلحنهم هو الدخل وهو طلب الثار وهو قوله ص في الذي تفوته صلاة العصر في الجماعة كأنما وتر أهله وماله كان صلاة الجماعة في العصر طلبت ثارها من المصلي فذا مع تمكنه من الجماعة وإذا أوتر بواحدة سميت البتيراء لأن من شأن الوتر على حكم الأصل أن يتقدمه الشفع فإذا أوتر بواحدة لم يتقدمها شفع فكانت بتيرا على التصغير والأبتر هو الذي لا عقب له وهذه البتيراء ما هي بتيرا لكونها لا عقب لها وإنما هي بتيرا لكونها ليست منتجة ولا نتجت فلها منزلة لم يلد ولم يولد فإذا تقدمها الشفع لم تكن بتيرا لأنها ما ظهرت إلا عن شفع ولهذا كان رسول الله ص لا يسلم من شفعه إلا في وتر ذلك الشفع فيصله بالشفع ليعلم أنه منه هذا كله ليتميز من الأحد فإن الأحد لا يدخله اشتراك ولا يكون نتيجة عن شفع أصلا وإن كان عن شفع فليس بواحد وإنما هو ثلاثة أو خمسة فما فوق ذلك وتقول في سادس الخمسة إنه واحد لأنه ليس بسادس ستة فقد تميز عن الشفع بما هو منفصل وليس إلا الأحد بخلاف الفرد والوتر وقال رسول الله ص إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة فإن الله وتر يحب الوتر فأوتر التسعين بالتسعة واستثنى الواحد من المائة ولم يقل مائة إلا وترا أو فردا لأن الاشتراك في الفردية والوترية وليس في الأحدية اشتراك ولو قالها هنا لعلم بذكر المائة وذكر التسعة والتسعين أنه أراد الواحد فلو لا قرائن الأحوال ما كان يعرف أنه أراد الواحد للاشتراك الذي في الأفراد والأوتار فأبان بالواحد بعين اسمه فقوة الأحد ليست لسواه واحدية الكثرة أبدا إنما هي فرد أو وتر لا يصح أن تكون واحدا وسواء كانت الكثرة شفعا أو وترا وإنما أحب الله الوتر لأنه طلب الثار والله يقول إن تنصروا الله ينصركم والحق سبحانه قد نوزع في أحديته بالألوهية فلما نوزع في ألوهيته جاء بالوتر أي بطالب الثار ليفنى المنازع وينفرد الحق بالأحدية أحدية الذات لا أحدية الكثرة التي هي أحدية الأسماء فإن أحدية الأسماء شفع الواحد لأن الله كان من حيث ذاته ولا شئ معه فما شفع أحديته إلا أحدية الخلق فظهر الشفع
(٢٧٦)