التفصيل من شاء من عباده وهو ما فضل من اللبن في القدح وحصل لعمر لأنه من شرب من ذلك الفضل فقد عمر به محل شربه فلذلك كان عمر دون غيره من الأسماء هذا تعبير رؤياه على التمام ص ولعمر بن الخطاب في ذلك خصوص وصف لاختصاصه بالاسم والصورة في النوم دون غيره من العمريين ومن الصحابة ممن ليس له هذا الاسم فكل رازق مرزوق أما الرزق المعنوي أو الحسي على انقسام الأرزاق المعنوية والمحسوسة ومن هذه الحضرة قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم فحتى نعلم رزق الابتلاء أي كونه الله من الابتلاء فهو علم إقامة الحجة لتكون الحجة البالغة لله كما أخبر عن نفسه فقال فلله الحجة البالغة التي لا دخل عليها ولا تأويل فيها وإذا وصف الحق نفسه بحتى نعلم فعم حكم الرزق جميع الصور فكل الصيد في جوف الفرا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
(حضرة الفتح وهي للاسم الفتاح) حضرة الفتاح للفتح وما * يعلم الشخص بما يفتح له أن رب الخلق في الخير وفي * كل شر واقع قد أجمله ربما يعرفه الشخص وما * يعرف الأمر الذي قد أنزله ثم قد يعلمه الشخص وما * يعلم الشئ الذي كون له يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الفتاح ولها صورة ومعنى وبرزخ وما حازها على الكمال إلا آدم ع بعلم الأسماء ومحمد ص بجوامع الكلم وما عدا هذين الشخصين فما ذكر لنا ومن هذه الحضرة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح وإنا فتحنا لك فتحا مبينا ولقد كنت بمدينة فاس سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وعساكر الموحدين قد عبرت إلى الأندلس لقتال العدو حين استفحل أمره على الإسلام فلقيت رجلا من رجال الله ولا أزكي على الله أحدا وكان من أخص أودائي فسألني ما نقول في هذا الجيش هل يفتح له وينصر في هذه السنة أم لا فقلت له ما عندك في ذلك فقال إن الله قد ذكر ووعد نبيه ص بهذا الفتح في هذه السنة وبشر نبيه ص بذلك في كتابه الذي أنزله عليه وهو قوله تعالى إنا فتحنا لك فتحا مبينا فموضع البشرى فتحا مبينا من غير تكرار الألف فإنها لإطلاق الوقوف في تمام الآية فانظر أعدادها بحساب الجمل فنظرت فوجدت الفتح يكون في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ثم جزت إلى الأندلس إلا أن نصر الله جيش المسلمين وفتح الله به قلعة رباح والأركو وكركوى وما انضاف إلى هذه القلاع من الولايات هذا عاينته من الفتح ممن هذه صفته فأخذنا للفاء ثمانين وللتاء أربعمائة وللحاء المهملة ثمانية وللألف واحدا وللميم أربعين وللباء اثنين وللياء عشرة وللنون خمسين والألف قد أخذنا عددها فكان المجموع إحدى وتسعين وخمسمائة كلها سنون من الهجرة إلى هذه السنة فهذا من الفتوح الإلهي لهذا الشخص وكذلك ما ذكرناه من فتح البيت المقدس فيما اجتمع بالضرب في ألم غلبت الروم مع البضع من السنين المذكور فيه بالحسابين الجمل الصغير والكبير فظهر من ذلك فتح البيت المقدس وقد ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب في باب الحروف منه وهو أن البضع جعلناه ثمانية لكون فتح مكة كان سنة ثمان ثم أخذنا بالجمل الصغير ألم ثمانية فأسقطنا الواحد لكون الأس يطلب طرحه لصحة العدد في أصل الضرب في الحساب الرومي والفتح إنما كان في الروم الذين كانوا بالبيت المقدس فأضفنا ثمانية البضع إلى ما اجتمع من حروف ألم بعد طرح الواحد للأس فكان خمسة عشر ثم رجعنا إلى الجمل الكبير فضربنا واحدا وسبعين في ثمانية والكل سنون لأنه قال في بضع سنين فكان المجموع ثمانية وستين وخمسمائة فجمعناها إلى الخمسة عشر التي في الجمل الصغير فكان المجموع ثلاثا وثمانين وخمسمائة وفيها كان فتح البيت المقدس وهذا العلم من هذه الحضرة ولكن عبد السلام أبو الحكم بن برجان ما أخذه من هذا فوقع له غلط وما شعر به الناس وقد بيناه لبعض أصحابنا حين جاءنا بكتابه فتبين له أنه غلط في ذلك ولكن قارب الأمر وسبب ذلك إنه أدخل عليه علما آخر فأفسده وهذا كله من صورة الفتح لا من معناه ولا من وسطه الذي هو الجامع للطرفين فكان لآدم إحصاء جميع اللغة الواقعة من أصحابها المتكلمين بها إلى يوم القيامة وكان لمحمد ص