وهمك في اتساعها إلى غاية فهو من وراء تلك الغاية ومن هذه الخزانة تظهر كلمات الله في الوجود على التتالي والتابع أشخاصا بعد أشخاص وكلمات أثر كلمات كلما ظهرت أولاها أعقبتها بالوجود أخراها والبحار والأقلام من جملة الكلمات فلو كانت البحار مدادا ما انكتب بها سوى عينها وبقيت الأقلام والكلمات الحاصلة في الوجود ما لها ما تكتب به مع تناهيها بدخولها في الوجود فكيف بما لم يحصره الوجود من شخصيات الممكنات فهذا حكم الممكن فما ظنك بالمعلومات التي الممكنات جزء منها وهذا من أعجب ما يسأل عنه مساواة الجزء والبعض للكل في الحكم عليه بعدم التناهي مع معقولية التفاضل بين المعلومات والممكنات ثم إنه ما من شخص من الأشخاص من المعلومات ولا من الممكنات إلا واستمراره لا يتناهى ومع هذا يتأخر بعضه عمن تقدمه فقد نقص عن تقدمه وفضل عليه من تقدمه وكل واحد لا يتصف في استمراره بالتناهي فقد وقع الفضل والنقص فيما لا يتناهى ووجود الحق ما هو بالمرور فيتصف بالتناهي وعدم التناهي فإنه عين الوجود والموجود هو الذي يوصف بالمرور عليه فالذي لا يتناهى المرور عليه وهو في عينه من حيث إنه موجود متناه لأنه على حقيقة في عينه متميز بها عمن ليست له تلك الحقيقة التي بها يكون هو وليست إلا عين هويته فهو الموجود ولا يتصف بالتناهي ولا يوصف أيضا بأنه لا يتناهى لوجوده فمن حيث إنه ينتهي هو لا ينتهي بخلاف حكم المحدثات في ذلك ولا يعلم المحدثات ما هي إلا من يعلم ما هو قوس قزح واختلاف ألوانه كاختلاف صور المحدثات ثم أنت تعلم أنه ما ثم متلون ولا لون مع شهودك ذلك كذلك شهودك صور المحدثات في وجود الحق الذي هو الوجود فتقول ثم ما ليس ثم لأنك لا تقدر أن تنكر ما تشهد وأنت تشهد كما لا تقدر أن تجهل ما أنت تعلمه وأنت تعلم والمعلوم في هذه المسألة خلاف المشهود فالبصر يقول ثم والبصيرة تقول ما ثم ولا يكذب واحد منهما فيما يخبر به فأين كلمات الله التي لا تنفد وما ثم إلا الله والواقف بين الشهود والعلم حائر لتردده بينهما والمخلص لأحدهما غير حائر منحاز لمن يخلص إليه كان ما كان والحق معط ذا وذا * فخذ به هذا وذا * ولا تكن عن كل ما * أعطاكه منتبذا ومن يكن يعرف ذا * يكن إماما جهبذا * فكل من يقول ذا * لا بد أن يقول ذا بينهما يبدو الذي * يصرفه عن ذا وذا * وقال أقوام بذا * وقال أقوام بذا فهكذا فلتعرف * الأشياء حقا هكذا فالوجود كله حروف وكلمات وسور وآيات فهو القرآن الكبير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو محفوظ العين فلا يتصف بالعدم لأن العدم نفي الشيئية والشيئية معقولة وجودا وثبوتا وما ثم رتبة ثالثة فإذا سمعت نفي شيئية فإنما ينفي النافي عن شيئية الثبوت شيئية الوجود خاصة فإن شيئية الثبوت لا تنفيها شيئية الوجود فقوله ولم تك شيئا هو شيئية الوجود لأنه جاء بلفظ تك وهي حرف وجودي فنفاه بلم وكذلك لم يكن شيئا مذكورا والذكر وجود فاعلم ذلك والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الخامس والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) إذا تعدت حدود الله أكوان * فحكمها يوم فصل الحكم خسران فإن تجدد حكم ليس يعرفه * غير الإله ولا يدريه ميزان فذاك جود إلهي أتاك به * عناية من إله الحق فرقان لولا الوجود ولولا سر حكمته * فيه لما ظهرت في الكون أعيان هو الوجود ولكن ليس يعرفه * وكيف يدري الكمال الحق نقصان اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس الروح الأمين إن لله حدودا تعرف * والذي يعرفها لا يصرف
(١٦٧)